وكيف تواصل من أصبحت |
|
خلالته كأبي مرحب (١) |
ولو شئت جعلت «الخلال» مصدرا لأنها من «خاللت» مثل «قاتلت» ومصدر هذا لا يكون إلا «الفعال» أو «المفاعلة».
وقال (وءاتاكم مّن كلّ ما سألتموه) [الآية ٣٤] أي : «آتاكم من كلّ شيء سألتموه شيئا» وأضمر الشيء كما قال (وأوتيت من كل شيء) أي : «أوتيت من كلّ شيء في زمانها شيئا» قال بعضهم : «إنما ذا على التكثير» نحو قولك : «هو يعلم كلّ شيء» و «أتاه كلّ الناس» وهو يعني بعضهم. وكذلك (فتحنا عليهم أبوب كلّ شيء) [الأنعام : الآية ٤٤]. وقال بعضهم : «ليس من شيء إلّا وقد سأله بعض الناس فقال (وءاتاكم مّن كلّ ما سألتموه) [الآية ٣٤] أي : من كل ما سألتموه قد آتى بعضكم منه شيئا وآتى آخر شيئا مما قد سأل».
وكذلك قال (إنّى أسكنت من ذرّيّتى بواد) [الآية ٣٧] يقول : «أسكنت من ذرّيّتي أناسا» ودخلت الباء على «واد» كما تقول : «هو بالبصرة» و «هو في البصرة».
ونون بعضهم (من كلّ) [الآية ٣٤] يقول (من كلّ) ثم قال «لم تسألوه إيّاه» كما تقول : «قد سألتك من كلّ» و «قد جاءني من كلّ» لأنّ «كلّ» قد تفرد وحدها.
وقال (تؤتى أكلها) [الآية ٢٥] ومثل ذلك (أكلها دائم) [الرعد : ٣٥] و «الأكل» هو : «الطعام» و «الأكل» هو : «الفعل».
وقال (تهوى إليهم) [الآية ٣٧] زعموا أنه في التفسير «تهواهم».
ونصب (مهطعين) [الآية ٤٣] على الحال وكذلك (مقنعى) [الآية ٤٣] كأنه قال : «تشخص أبصارهم مهطعين» وجعل «الطرف» للجماعة كما قال (سيهزم الجمع ويولّون الدّبر) (٤٥) [القمر : الآية ٤٥].
وقال (مخلف وعده رسله) [الآية ٤٧] فأضاف إلى الأول ونصب الآخر على الفعل ، ولا يحسن أن نضيف إلى الآخر لأنه يفرق بين المضاف والمضاف إليه وهذا لا يحسن. ولا بد من إضافته لأنه قد ألقى الألف ولو كانت «مخلفا» نصبهما جميعا وذلك جائز في الكلام. ومثله «هذا معطي زيد درهما» و «معط زيدا درهما».
وواحد (الأصفاد) [الآية ٤٩] صفد.
__________________
(١) تقدم البيت مع تخريجه برقم ٢٥.