ومن سورة الحجر
قال (رّبما يودّ الّذين كفروا) [الآية ٢] وأدخل مع «ربّ» (ما) ليتكلم بالفعل بعدها. وإن شئت جعلت (ما) بمنزلة «شيء» فكأنك قلت : «وربّ شيء يودّ» أي : «ربّ ودّ يودّه الذين كفروا».
وقال (إلّا من استرق السّمع) [الآية ١٨] استثناء خارج كما قال «ما أشتكي إلّا خيرا» يريد «أذكر خيرا».
وقال (وأرسلنا الرّيح لوقح) [الآية ٢٢] فجعلها على «لاقح» كأن الرياح لقحت لأن فيها خيرا فقد لقحت بخير. وقال بعضهم «الرّياح تلقح السّحاب» فقد يدل على ذلك المعنى لأنها إذا أنشأته وفيها خير وصل ذلك إليه.
وقال (ربّ بما أغويتنى) [الآية ٣٩] يقول : «بإغوائك إيّاي» (لأزيّننّ لهم) [الآية ٣٩] على القسم كما تقول : «بالله لأفعلنّ».
وقال (لّكلّ باب مّنهم جزء مّقسوم) [الآية ٤٤] لأنّه من «جزّأته» و (مّنهم) [البقرة : الآية ٧٥] يعني : من الناس.
وقال (قالوا لا توجل) [الآية ٥٣] لأنه من «وجل» «يوجل». وما كان على «فعل» ف «هو يفعل» تظهر فيه الواو ولا تذهب كما تذهب من «يزن» لأنّ «وزن» «فعل» وأمّا بنو تميم فيقولون (تيجل) لأنّهم يقولون في «فعل» «تفعل» فيكسرون التاء في «تفعل» والألف من «أفعل» والنون من «تفعل» ولا يكسرون الياء لأنّ الكسر من الياء فاستثقلوا اجتماع ذلك. وقد كسروا الياء في باب «وجل» لأن الواو قد تحولت إلى الياء مع التاء والنون والألف. فلو فتحوها استنكروا الواو ولو فتحوا الياء لجاءت الواو ، فكسروا الياء فقالوا «ييجل» ليكون الذي بعدها ياء إذ كانت الياء أخف مع الياء من الواو مع الياء لأنه يفر إلى الياء من الواو ولا يفر إلى الواو من الياء. قال بعضهم (ييجل) فقلبها ياء وترك التي قبلها مفتوحة كراهة اجتماع الكسرة والياءين.
وقال (وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلآء) [الآية ٦٦] لأن قوله (أنّ