ومن سورة بني إسرائيل
قال (سبحن الّذى أسرى) [الآية ١] لأنك تقول «أسريت» و «سريت».
وقال (إنّه هو السّميع البصير) [الآية ١] فهو فيما ذكروا ـ والله أعلم ـ «قل يا محمّد «سبحان الذي أسرى بعبده» وقل : إنّه هو السّميع البصير.
وقال (فإذا جآء وعد أولهما) [الآية ٥] لأن «الأولى» مثل «الكبرى» يتكلم بها بالألف واللام ولا يقال «هذه أولى». والإضافة تعاقب الألف واللام ، فلذلك قال (أولاهما) كما تقول «هذه كبراهما» و «كبراهنّ» و «كبراهم عنده».
وقال (دعآءه بالخير) [الآية ١١] فنصب «الدعاء» على الفعل كما تقول : «إنّك منطلق انطلاقا».
وقال (فلا تقل لّهما أفّ) [الآية ٢٣] قد قرئت (أفّ) و (أفّا) لغة جعلوها مثل (تعسا) وقرأ بعضهم (أفّ) وذلك أن بعض العرب يقول «أفّ لك» على الحكاية : أي لا تقل لهما هذا القول ، والرفع قبيح لأنّه لم يجىء بعده باللام ، والذين قالوا (أفّ) فكسروا كثير وهو أجود. وكسر بعضهم ونوّن. وقال بعضهم (أفّي) كأنه أضاف هذا القول إلى نفسه فقال : «أفّي هذا لكما» والمكسور هنا منون ، وغير منون على أنه اسم متمكن نحو «أمس» وما أشبهه. والمفتوح بغير نون كذلك.
وقال (ولا تنهرهما) [الآية ٢٣] لأنه يقول : «نهره» «ينهره» و «انتهره» «ينتهره».
وقال (إنّ قتلهم كان خطئا) [الآية ٣١] من «خطىء» «يخطأ» تفسيره : «أذنب» وليس في معنى : «أخطأ» لأن ما أخطأت فيه ما صنعته خطأ ، وما «خطئت» فيه ما صنعته عمدا وهو الذنب. وقد يقول ناس من العرب : «خطئت» في معنى «أخطأت». قال امرؤ القيس (١) : [الرجز]
__________________
(١) امرؤ القيس : تقدمت ترجمته.