وقال (ولا مستئنسين) [الآية ٥٣] فعطفه على (غير) [الفاتحة : الآية ٧] فجعله نصبا أو على ما بعد (غير) فجعله جرا.
وقال (إلّا قليلا) [الآية ٦٠] أي : «لا يجاورونك إلّا قليلا» على المصدر.
وقال (إنّ الله وملئكته يصلّون على النّبىّ يأيّها الّذينءامنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما) (٥٦) [الآية ٥٦] ، فصلاة الناس عليه دعاؤهم له ، وصلاة الله عزوجل إشاعة الخير عنه.
وقال (وإذا لّا تمتّعون إلّا قليلا) [الآية ١٦] فرفعت ما بعد «إذا» لمكان الواو وكذلك الفاء. وقال (فإذا لا يؤتون الناس تفسيرا) [النساء : ٥٣] وهي في بعض القراءة نصب أعملوها كما يعملونها بغير فاء ولا واو.
وقال (لا تدخلوا بيوت النّبىّ إلّآ أن يؤذن لكم إلى طعام غير نظرين إنه) [الآية ٥٣] نصب على الحال ، أي : إلّا أن يؤذن لكم غير ناظرين. ولا يكون جرا على الطعام إلا أن تقول «أنتم». ألا ترى أنك لو قلت : «ائذن لعبد الله على امرأة مبغضا لها» لم يكن فيه إلا النصب إلا أن تقول «مبغض لها هو» لأنك إذا أجريت صفته عليها ولم تظهر الضمير الذي يدل على أن الصفة له لم يكن كلاما. لو قلت : «هذا رجل مع امرأة ملازمها» كان لحنا حتى تقول «ملازمها» فترفع ، أو تقول «ملازمها هو» فتجر.
ومن سورة سبأ
قال (ينبّئكم إذا مزّقتم كلّ ممزّق إنّكم لفى خلق جديد) [الآية ٧] فلم يعمل (ينبّئكم) لأن (إنّكم) موضع ابتداء لمكان اللام ، كما تقول : «أشهد إنّك لظريف».
وقال (بلدة طيّبة) [الآية ١٥] أي : على : هذه بلدة طيّبة.
وقال (لمن أذن له) [الآية ٢٣] لأن في المعنى لا يشفع إلا لمن أذن له.
وقال (إلّا لنعلم) [الآية ٢١] على البدل كأنه قال «ما كان ذلك الابتلاء إلّا لنعلم».