وقال (قالوا الحقّ) [الآية ٢٣] إن شئت رفعت الحق وإن شئت نصبته.
وقال (وإنّآ أو إيّاكم لعلى هدى) [الآية ٢٤] فليس هذا لأنه شك ، ولكن هذا في كلام العرب على أنه هو المهتدي. وقد يقول الرجل لعبده «أحدنا ضارب صاحبه» فلا يكون فيه إشكال على السامع أن المولى هو الضارب.
وقال (يرجع بعضهم إلى بعض القول) [الآية ٣١] لأنك تقول «قد رجعت إليه القول».
وقال (بل مكر الّيل والنّهار) [الآية ٣٣] أي : هذا مكر الّليل والنهار.
والليل والنهار لا يمكران بأحد ولكن يمكر فيهما كقوله (مّن قريتك الّتى أخرجتك) [محمّد : الآية ١٣] وهذا من سعة العربية.
وقال (تقرّبكم عندنا زلفى) [الآية ٣٧]. و «زلفى» ها هنا اسم المصدر كأنه أراد : بالتي تقرّبكم عندنا إزلافا.
وقال (معشار مآءاتينهم) [الآية ٤٥] أي : عشره. ولا يقولون هذا في سوى العشر.
وقال (افترى على الله كذبا) [الآية ٨] فالألف قطع لأنها ألف الاستفهام ، وكذلك ألف الوصل إذا دخلت عليها ألف الاستفهام.
ومن سورة الملائكة (فاطر)
قال (أولى أجنحة مّثنى وثلث وربع) [الآية ١] فلم يصرفه لأنه توهم به «الثلاثة» و «الأربعة». وهذا لا يستعمل إلا في حال العدد. وقال في مكان آخر (أن تقوموا لله مثنى وفردى) [سبإ : الآية ٤٦] وتقول «ادخلوا أحاد أحاد» كما تقول «ثلاث ثلاث». وقال الشاعر : [الوافر]
أحمّ الله ذلك من لقاء |
|
أحاد أحاد في شهر حلال (١) |
وقال (مّا يفتح الله للنّاس من رّحمة فلا ممسك لها) [الآية ٢] فأنث لذكر
__________________
(١) تقدم البيت مع تخريجه برقم ١٦٢.