مثله عبدا» لأنك قد جعلت «وسعت» ل «كلّ شيء» وهو مفعول به والفاعل التاء وجئت ب «الرّحمة» و «العلم» تفسيرا قد شغل عنها الفعل كما شغل «المثل» بالهاء فلذلك نصبته تشبيها بالمفعول بعد الفاعل.
وقال (ينادون لمقت الله أكبر) [الآية ١٠] فهذه اللام هي لام الابتداء كأنه «ينادون» فيقال لهم «لأنّ النداء قول». ومثله في الإعراب : يقال : «لزيد أفضل من عمرو».
وقال (يوم هم برزون) [الآية ١٦] فأضاف المعنى فلذلك لا ينون اليوم كما قال (يوم هم على النّار يفتنون) (١٣) [الذّاريات : الآية ١٣]. وقال (هذا يوم لا ينطقون) (٣٥) [المرسلات : الآية ٣٥] معناه هذا يوم فتنتهم. ولكن لما ابتدأ الاسم وبقي عليه لم يقدر على جرّه وكانت الإضافة في المعنى إلى الفتنة. وهذا إنما يكون إذا كان «اليوم» في معنى «إذ» وإلا فهو قبيح.
ألا ترى أنك تقول «لقيتك زمن زيد أمير» أي : إذ زيد أمير. ولو قلت «ألقاك زمن زيد أمير» لم يحسن.
وقال (رفيع الدّرجت ذو العرش) [الآية ١٥] رفيع رفع على الابتداء. والنصب جائز لو كان في الكلام على المدح.
وقال (لّمن الملك اليوم) [الآية ١٦] فهذا على ضمير «يقول».
وقال (إذ القلوب لدى الحناجر كظمين) [الآية ١٨] فانتصاب (كظمين) على الحال كأنه أراد «القلوب لدى الحناجر في هذه الحال».
وقال (على كلّ قلب متكبّر جبّار) [الآية ٣٥] فمن نون جعل «المتكبّر الجبّار» من صفته ومن لم ينون أضاف «القلب» إلى المتكبر.
وقال (يهمن ابن لى) [الآية ٣٦] بعضهم يضم النون كأنه أتبعها ضمة النون التي في (هامان) كما قالوا «منتن» فكسروا الميم للكسرة التي في التاء وبينها حرف ساكن فلم يحل. وكذلك لم يحل الباء في قوله (ابن لى).
وقال (وحاق بال فرعون سوء العذاب) [الآية ٤٥] (النار) [الآية ٤٧] فإن شئت جعلت (النّار) بدلا من (سوء العذاب) ورفعتها على (حاق) وإن شئت جعلتها تفسيرا ورفعتها على الابتداء كأنك تقول : «هي النار» وإن شئت جررت على أن تجعل (النّار) بدلا من (العذاب) [البقرة : الآية ٤٩] كأنك أردت : «سوء النار».