ومن سورة السجدة [فصلت]
قال (كتب فصّلتءايته) [الآية ٣] فالكتاب خبر المبتدأ أخبر به أن التنزيل كتاب ثم قال (فصّلتءايته قرءانا عربيّا) [الآية ٣] شغل الفعل بالآيات حتى صارت بمنزلة الفاعل فنصب القرآن.
وقوله (بشيرا ونذيرا) [الآية ٤] حين شغل عنه. وإن شئت جعلته نصبا على المدح كأنه حين أقبل على مدحه فقال «ذكرنا قرآنا عربيّا بشيرا ونذيرا» أو «ذكرناه قرآنا عربيّا» وكان فيما مضى من ذكره دليل على ما أضمر وقال (ومن بيننا وبينك حجاب) [الآية ٥] معناه ـ والله أعلم ـ «وبيننا وبينك حجاب» ولكن دخلت «من» للتوكيد.
وأمّا من نصب (سواء للسّائلين) [الآية ١٠] فجعله مصدرا كأنه قال «استواء» وقد قرىء بالجرّ وجعل اسما للمستويات أي : في أربعة أيّام تامّة.
وأما قوله (خلق الأرض فى يومين) [الآية ٩] ثم قال (أربعة أيّام) [الآية ١٠] فإنما يعني أن هذا مع الأول أربعة أيام كما تقول «تزوّجت أمس امرأة ، واليوم ثنتين» وإحداهما التي تزوجتها أمس.
قال (ووصّينا الإنسن بولديه) [العنكبوت : الآية ٨] يقول : «بخير».
وقال (وزيّنّا السّمآء الدّنيا بمصبيح وحفظا) [الآية ١٢] كأنه قال «وحفظناها حفظا» لأنه حين قال : «زيّنّاها بمصابيح» قد أخبر أنه نظر في أمرها وتعاهدها فذا يدل على الحفظ كأنه قال : «وحفظناها حفظا».
وقال (فى أيّام نحسات) [الآية ١٦] وهي لغة من قال «نحس» و (نّحسات) [الآية ١٦] لغة من قال «نحس».
وقال (قالوا أنطقنا الله الّذى أنطق كلّ شىء) [الآية ٢١] فجاء اللفظ بهم مثل اللفظ في الإنس لما خبّر عنهم بالنطق والفعل كما قال (يا أيّها النّمل ادخلوا مسكنكم) [النّمل : الآية ١٨] لما عقلن وتكلمن صرن بمنزلة الإنس في لفظهم. قال الشاعر : [الرجز]