بعضهم : «إنّ البلاغ هو القرآن» وإنما يوعظ بالقرآن. ثم قال (بلغ) أي : هو بلاغ.
وأما قوله (ولم يعى بخلقهنّ بقدر على أن يحيى الموتى) [الآية ٣٣] فهو بالباء كالباء في قوله (كفى بالله) [الرّعد : الآية ٤٣] وهي مثل (تنبت بالدّهن) [الآية ٢٠]
ومن سورة محمد صلىاللهعليهوسلم
قال (فأنّى لهم إذا جآءتهم ذكراهم) [الآية ١٨] يقول : فأنى لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة.
وقال (فهل عسيتم إن تولّيتم أن تفسدوا فى الأرض) [الآية ٢٢]. فإن الأول للمجازاة ، وأوقعت (عسيتم) على (أن تفسدوا) [الآية ٢٢] لأنه اسم ، ولا يكون أن تعمل فيه (عسيتم) ولا «عسيت» إلّا وفيه «أن» لا تقول «عسيتم الفعل». كما أن قولك «لو أن زيدا جاء كان خيرا له» ، فقولك «أنّ زيدا جاء» اسم ، وأنت لا تقول «لو ذاك» لأنه ليس كل الأسماء تقع في كل موضع. وليس كل الأفعال يقع على كل الأسماء. ألا ترى أنهم يقولون «يدع» ولا يقولون «ودع» ويقولون «يذر» ولا يقولون : «وذر».
وقال (ولن يتركم أعملكم) [الآية ٣٥] أي : في أعمالكم ، كما تقول : «دخلت البيت» وأنت تريد «في البيت».
وقال (هأنتم هؤلآء) [الآية ٣٨] فجعل التنبيه في موضعين للتوكيد وكان التنبيه الذي في «هؤلاء» تنبيها لازما.
ومن سورة الفتح
قال (والهدى معكوفا) [الآية ٢٥] على «وصدوا (الهدي معكوفا) كراهية (أن يبلغ محلّه) [الآية ٢٥]».