وقال (بسور لّه باب) [الآية ١٣] معناه : «وضرب بينهم سور».
وقال (الّذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل ومن يتولّ فإنّ الله هو الغنىّ الحميد) (٢٤) [الآية ٢٤] واستغنى بالأخبار التي في القرآن كما قال (ولو أنّ قرءانا سيّرت به الجبال) [الرّعد : الآية ٣١] ولم يكن في ذا الموضع خبر ، والله أعلم بما ينزل هو كما أنزل وكما أراد أن يكون.
وقال (لّئلّا يعلم أهل الكتب ألّا يقدرون على شىء) [الآية ٢٩] يقول : لأن يعلم.
وقال (مّن ذا الّذى يقرض الله قرضا حسنا) [الآية ١١] وليس ذا مثل الاستقراض من الحاجة ولكنه مثل قول العرب : «لي عندك قرض صدق» و «قرض سوء» إذا فعل به خيرا أو شرا. قال الشاعر : [الطويل]
٢٦٩ ـ سأجزي سلامان بن مفرج قرضهم |
|
بما قدّمت أيديهم وأزّلت (١) |
ومن سورة المجادلة
قال (والّذين يظهرون) [الآية ٣] خفيفة وثقيلة. ومن ثقل جعلها من «تظهّرت» ثم أدغم التاء في الظاء.
وقوله (ثمّ يعودون لما قالوا فتحرير رقبة) [الآية ٣] المعنى : «فتحرير رقبة من قبل أن يتماسّا فمن لم يجد فإطعام ستين مسكينا ثمّ يعودون لما قالوا : «أن لا نفعله» «فيفعلونه» هذا الظهار ، يقول : «هي عليّ كظهر أمّي» وما أشبه هذا من الكلام ، فإذا أعتق رقبة أو أطعم ستين مسكينا عاد لهذا الذي قد قال : «إنّه عليّ حرام» ففعله.
ومن سورة الحشر
قال (فأتهم الله من حيث) [الآية ٢] يقول : «فجاءهم الله» أي : جاءهم أمره ، وقال بعضهم (فآتاهم الله) أي : آتاهم العذاب ، لأنك تقول : «أتاه» و «آتاه» كما
__________________
(١) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.