ومن سورة المدثر
قال (ولا تمنن تستكثر) (٦) [الآية ٦] جزم لأنها جواب النهي ، وقد رفع بعضهم (ولا تمنن تستكثر) ، يريد مستكثرا ، وهو أجود المعنيين.
وقال (كلّآ إنّه كان لأيتنا عنيدا) (١٦) [الآية ١٦] أي : معاندا.
وقال (والّيل إذ أدبر) [الآية ٣٣] و «دبر» في معنى «أدبر». يقولون : «قبّح الله ما قبل منه وما دبر» ، وقالوا «عام قابل» ولم يقولوا «مقبل».
وقال (إنّها لإحدى الكبر) (٣٥) [الآية ٣٥] (نذيرا لّلبشر) (٣٦) [الآية ٣٦] ، فانتصب (نذيرا) [الآية ٣٦] لأنه خبر ل (إحدى الكبر) فانتصب (نذيرا) [الآية ٣٦] لأنه خبر للمعرفة وقد حسن عليه السكوت فصار حالا وهي «النذير» ، كما تقول : «إنّه لعبد الله قائما». وقال بعضهم «إنّما هو» «قم نذيرا فأنذر».
وقال (كلّآ إنّه تذكرة) (٥٤) [الآية ٥٤] أي : إنّ القرآن تذكرة.
ومن سورة القيامة
قال (بلى قدرين على أن نّسوّى بنانه) (٤) [الآية ٤] أي : على أن نجمع. أي : بلى نجمعها قادرين. وواحد «البنان» : بنانة.
وقال (أين المفرّ) [الآية ١٠] أي : أين الفرار. وقال الشاعر : [المديد]
٢٧٣ ـ يا لبكر انشروا لي كليبا |
|
يا لبكر أين أين الفرار (١) |
لأنّ كلّ مصدر يبنى هذا البناء فإنما يجعل «مفعلا» وإذا أراد المكان قال «المفرّ» وقد قرئت (أين المفرّ) لأنّ كلّ ما كان فعله على «يفعل» كان «المفعل» منه مكسورا نحو «المضرب» إذا أردت المكان الذي يضرب فيه.
__________________
(١) البيت للمهلهل بن ربيعة في خزانة الأدب ٢ / ١٦٢ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٦٦ ، والكتاب ٢ / ٢١٥ ، واللامات ص ٨٧ ، ولسان العرب (لوم) ، وبلا نسبة في الخصائص ٣ / ٢٢٩.