وقال (مّتّكئين) [الآية ١٣] على المدح أو على : «جزاهم جنّة متّكئين فيها» على الحال. وقد تقول «جزاهم ذلك قياما» وكذلك (ودانية) [الآية ١٤] على الحال أو على المدح ، إنما انتصابه بفعل مضمر. وقد يجوز في قوله (ودانية) [الآية ١٤] أن يكون على وجهين على «وجزاهم دانية ظلالها» تقول : أعطيتك جيدا طرفاه» و «رأينا حسنا وجهه».
وقال (كان مزاجها زنجيلا) [الآية ١٧] ، فنصب العين على أربعة وجوه : على «يسقون عينا» أو على الحال ، أو بدلا من الكأس أو على المدح والفعل مضمر. وقال بعضهم : «إن» «سلسبيل» صفة للعين بالسلسبيل. وقال بعضهم : «إنّما أراد» : «عينا تسمّى سلسبيلا» أي : تسمى من طيبها ، أي : توصف للناس كما تقول : «الأعوجيّ» و «الأرحبيّ» و «المهريّ من الإبل» ، وكما تنسب الخيل إذا وصفت إلى هذه الخيل المعروفة والمنسوبة كذلك تنسب العين إلى أنها تسمى سلسبيلا لأن القرآن يدل على كلام العرب. قال الشاعر وأنشدناه يونس هكذا : [الكامل]
٢٧٤ ـ صفراء من نبع يسمّى سهمها |
|
من طول ما صرع الصّيود الصّيّب (١) |
فرفع «الصيّب» لأنه لم يرد «يسمى سهمها بالصيّب» إنما «الصيّب» من صفة الاسم والسهم. وقوله «يسمى سهمها» : يذكر سهمها. وقال بعضهم : «لا بل هو اسم العين وهو معرفة ولكن لما كان رأس آية وكان مفتوحا زدت فيه الألف كما كانت (قواريرا) [الآية ١٦].
وقال (وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيما) [الآية ٢٠] يريد أن يجعل «رأيت» لا تتعدى كما يقول : «ظننت في الدار خير» لمكان ظنه وأخبر بمكان رؤيته.
ومن سورة المرسلات
قال (والمرسلت عرفا) (١) [الآية ١] (فالعصفت عصفا) (٢) [الآية ٢] (٢) (والنّشرت نشرا) (٣) [الآية ٣] (والفارقات فرقا) [الآية ٤] (فالملقيت ذكرا) (٥) [الآية ٥] (عذرا أو نذرا) (٦) [الآية ٦] قسم على (إنّما توعدون لواقع) (٧) [الآية ٧].
وقال (فإذا النّجوم طمست) (٨) [الآية ٨] فأضمر الخبر ، والله أعلم.
__________________
(١) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.