وقال (خلقك) [الآية ٧] و (ركّبك) [الآية ٨] (كلّا) [الآية ٩] وإن شئت قلت (خلقك) [الآية ٧] و (ركّبك) [الآية ٨] (كلّا) فأدغمت لأنهما حرفان مثلان. والمثلان يدغم أحدهما في صاحبه وإن شئت إذا تحركا جميعا أن تسكن الأول وتحرّك الآخر. وإذا سكن الأول لم يكن الإدغام وإن تحرك الأول وسكن الآخر لم يكن الإدغام.
وقال (يوم تملك نفس) [الآية ١٩] فجعل اليوم حينا كأنه حين قال (ومآ أدراك ما يوم الدّين) [الآية ١٧] قال «في حين لا تملك نفس». وقال بعضهم (يوم لا تملك نفس) [الآية ١٩] فجعله تفسيرا لليوم الأول كأنه قال : «هو يوم لا تملك».
ومن سورة المطففين
قال (وإذا كالوهم أو وّ زنوهم يخسرون) (٣) [الآية ٣] أي : «إذا كالوا الناس أو وزنوهم» لأنّ أهل الحجاز يقولون «كلت زيدا» و «وزنته» أي : «كلت له» و «وزنت له».
وقال (ليوم عظيم) (٥) [الآية ٥] (يوم يقوم النّاس) [الآية ٦] فجعله في الحين كما تقول «فلان اليوم صالح» تريد به الآن في هذا الحين وتقول هذا بالليل «فلان اليوم ساكن» أي : الآن ، أي : هذا الحين ولا نعلم أحدا قرأها جرا والجرّ جائز.
وقال (كلّا بل ران على قلوبهم) [الآية ١٤] تقول فيه : «ران» «يرين» «رينا».
وقال (عينا يشرب بها) [الآية ٢٨] فجعله على (يسقون) [الآية ٢٥] (عينا) وإن شئت جعلته على المدح فتقطع من أول الكلام كأنك تقول : «أعني عينا».
وقال (هل ثوّب) [الآية ٣٦] إن شئت أدغمت وإن شئت لم تدغم لأن اللام مخرجها بطرف اللسان قريب من أصول الثنايا والثاء بطرف اللسان وأطراف الثنايا إلا أن اللام بالشق الأيمن أدخل في الفم. وهي قريبة المخرج منها ولذلك قيل (بل تؤثرون) [الأعلى : الآية ١٦] فأدغمت اللام في التاء لأن مخرج التاء والثاء قريب من مخرج اللام.