عند الله لا يقدر على تركيب وتنظيم هذه الكلمات وطريقة كتابتها إلا الله تعالى ، وما هذه الأرقام الّتي نراها إلا دليل جديد على صدق القرآن ، وكأن هذه الأرقام تريد أن تقول : أيها الإنسان المادي ... يا من لا يفقه إلا لغة الأرقام والماديات ... هذه آيات الله ، وهذه معجزة كتابه فهل يخشع قلبك أمام هذه المعجزة ... هل ستدمع عينك عند ما ترى آيات الله ... هل سيهتزّ قلبك لينفض عنه غبار وصدأ الإلحاد؟ هل سيشفى صدرك من مرض نسيان آيات الله؟ إذن تجد الشفاء في كتاب الله الّذي أنزله الله شفاء ورحمة للمؤمنين ، وهو القائل في محكم التنزيل : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء : ١٧ / ٨٢].
٦ ـ ٣ (النَّبَإِ) ... و (نَبَأٌ)
لنقارن هذين النصين من القرآن العظيم ، نكتبهما كما كتبا في كتاب الله لنرى دقة رسم الكلمات في القرآن :
١ ـ (عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) [النبأ : ٧٨ / ١ ـ ٣].
__________________
(١) نذكّر دائما بأن الهمزة ليست حرفا من القرآن ، فكلمة (يَتَساءَلُونَ) هي ٧ أحرف وليس ٨ أحرف.