يضيّع شيئا ، ومنهم من ضيّعني واستخفّ بي (١) وكذّب بي ، وأنا حجّتك على جميع خلقك. فيقول الله عزوجل : وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لاثيبنّ اليوم عليك أحسن الثّواب ، ولاعاقبنّ عليك اليوم أليم العقاب » الخبر (٢) .
قيل : إنّ سجدة القرآن كناية عن فنائه في الله ، ورفع رأسه كناية عن بقائه به بعد فنائه فيه ، وكما أنّه كان في الدّنيا مقرّبا للعباد إلى الله ، وسببا لشمول رحمته لهم ودفع عذابه عنهم في الدنيا ، يكون شفيعا لهم إلى الله ووسيلة وسائلا لثوابه العظيم عليهم ، ودفع عذابه عنهم في الآخرة.
عن الشيخ ، بإسناده : عن أمير المؤمنين عليهالسلام : « أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه » (٣) .
وعن عقبة بن عمّار ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « لا يعذّب الله قلبا وعى القرآن » (٤) .
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « أنّ هذا القرآن مأدبة الله ، فتعلّموا مأدبته ما استطعتم ، إنّ هذا القرآن حبل الله ، وهو النّور المبين » (٥) .
وعنه صلىاللهعليهوآله قال : « إذا قال المعلّم للصبيّ : قل بسم الله الرحمن الرحيم فقال الصبيّ : بسم الله الرحمن الرحيم ، كتب الله براءة للصبيّ ، وبراءة لوالدية وبراءة للمعلّم من النّار » (٦) .
وعن ( المجمع ) : عن معاذ ، قال : سمعت النبيّ صلىاللهعليهوآله يقول : « ما من رجل علّم ولده القرآن إلّا توّج الله أبويه يوم القيامة بتاج الملك ، وكسيا حلّتين لم ير النّاس مثلهما » (٧) .
وفي ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال في خطبة له : « وتعلّموا القرآن [ فإنّه أحسن الحديث وتفّهوا فيه ] فإنّه ربيع القلوب » (٨) .
وعن عليّ بن ابراهيم : عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتّى يتعلّم القرآن ، أو أن يكون في تعليمه » (٩) .
والظاهر من جميع هذه الرّوايات تعلّم عبارات آياته وكيفيّة قراءته ، إلّا أنّه يحتمل شمول كثير منها تفاسيرها وبطونها ، وجميع العلوم الراجعة إليها ، فإنّ تعلّم جميعها تعلّم القرآن ، وقد صرّح بعض أصحابنا بوجوب تعلّم القرآن وتعليمه كفاية ، وهو الحقّ ، لا أحتمل فيه خلافا بين المسلمين.
__________________
(١) في الكافي : واستخف بحقي.
(٢) الكافي ٢ : ٤٣٦ / ١ ، بحار الأنوار ٧ : ٣١٩ / ١٦.
(٣) أمالي الطوسي : ٣٥٧ / ٧٣٩ ، بحار الأنوار ٩٢ : ١٨٦ / ٢.
(٤) أمالي الطوسي : ٦ / ٧.
(٥) مجمع البيان ١ : ٨٥ ، كنز العمال ١ : ٥٢٦ / ٢٣٥٦.
(٦) مجمع البيان ١ : ٩٠.
(٧) مجمع البيان ١ : ٧٥.
(٨) نهج البلاغة : ١٦٤ الخطبة ١١٠.
(٩) الكافي ٢ : ٤٤٤ / ٣ ، عدة الداعي : ٢٨٧ / ٧.