الثواب ﴿قَدِيرٌ﴾
عن ( الاكمال ) و( العياشيّ ) : عن الصادق عليهالسلام : « لقد نزلت هذه الآية في أصحاب القائم عليهالسلام وإنّهم المفتقدون من فرشهم ليلا ، فيصبحون بمكّة ، وبعضهم يسير في السّحاب نهارا ، نعرف اسمه واسم أبيه واسم حليته ونسبه » (١) .
وقريب منها روايات محمولة على بيان التأويل والبطن (٢) .
﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ
وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٤٩) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ
الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ
إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ (١٥٠)﴾
ثمّ أنّه تعالى لتأكيد أمر القبلة وبيان أنّه لا يوجب اختلاف مكان المصلّي تغييرا فيه ، وأنّه أبديّ لا يطروه النسخ ، كرّر الحكم بقوله : ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ﴾ يا نبيّ الرّحمة ، وإلى أيّ مكان سافرت ﴿فَوَلِ﴾ واصرف ﴿وَجْهَكَ﴾ حال صلاتك ﴿شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ﴾ وجانبه ، واعلم في هذا التولّي ﴿وَإِنَّهُ﴾ بالله ﴿لَلْحَقُ﴾ الموافق للحكمة والمصلحة ، الثابت ﴿مِنْ﴾ قبل ﴿رَبِّكَ﴾ لا يطروه التغيير والنسخ أبدا.
ثمّ أردف الله التأكيد بالوعد والوعيد على الطّاعة والمخالفة بقوله : ﴿وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ من التزامكم بامتثال أمره ، وتجرّيكم عليه بعصيانه ، فيجازيكم على أعمالكم ، إن خيرا فخير ، وإن شرّا فشرّ.
ثمّ كرّر سبحانه وتعالى قوله : ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ﴾ أيّها الرّسول ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ﴾ أيّها المسلمون ﴿فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾
قيل : في تكرار الحكم في الآيات الثلاث فوائد :
__________________
(١) اكمال الدين : ٦٧٢ / ٢٤ ، تفسير العياشي ٢ : ١٦٦ / ٢٢٤ ، تفسير الصافي ١ : ١٨٣.
(٢) راجع البرهان في تفسير القرآن ٢ : ٢٠ - ٣١.