بن عبد المطّلب ، وعمر بن أبي وقاص ، وذو الشّمالين ، وعمرو بن نفيلة ، وعامر بن بكر ، ومهجع بن عبد الله. ومن الأنصار سعيد بن خيثمة (١) ، وقيس بن عبد المنذر ، وزيد بن الحارث ، وتميم بن الهمام ، ورافع بن المعلّى ، وحارثة بن سراقة ، ومعوّذ بن العفراء وعوف بن العفراء وكانوا يقولون : مات فلان ، ومات فلان ، فنهى الله تعالى أن يقال فيهم أنّهم ماتوا.
وقيل : إنّ الكفّار والمنافقين قالوا : إنّ النّاس يقتلون أنفسهم طلبا لمرضاة محمّد من غير فائدة ، فنزلت هذه الآية (٢) .
وعن ( الكافي ) و( التهذيب ) : عن يونس بن ظبيان ، عن الصادق عليهالسلام أنّه قال له : « ما يقول النّاس في أرواح المؤمنين ؟ » قال : يقولون في حواصل طيور خضر في قناديل تحت العرش.
فقال عليهالسلام : « سبحان الله ! المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير ! يا يونس ، إذا كان ذلك أتاه محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والملائكة المقرّبون ، فإذا قبضه الله تعالى صيّر تلك الرّوح في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون ، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصّورة التي كانت له في الدنيا » (٣) .
وعن ( التّهذيب ) : عنه عليهالسلام أنّه سئل عن أرواح المؤمنين فقال : « في الجنّة على صور أبدانهم ، لو رأيته لقلت : فلان » (٤) .
في بيان حال المؤمن في البرزخ
أقول : ظهر أنّ المراد من الحياة في الآية هي الحياة البرزخيّة ، التي عبارة عن تعلّق الرّوح بالجسد المثالي الذي هو جوهر هذا الجسد الدنيويّ ، في عالم البرزخ الذي هو عالم بين العالمين ، كما دلّت عليه الأخبار المتواترة ، وضرورة المذهب أو الدّين.
وإنّما اختصّ هذه الحياة بالشّهداء والمؤمنين مع كونها للكفّار والعصاة أيضا ؛ لأنّ حياة الشّهداء مقرونة باللّذّة والنّعمة والبهجة والكرامة دون حياة غيرهم ، حيث إنّها مقرونة بالعذاب والنّقمة ، فكأنّها (٥) ليس بحياة ، كما قال تعالى في حقّ أهل النّار : ﴿لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى﴾(٦).
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ
__________________
(١) في النسخة : سعيد بن خثيمة ، وما أثبتناه من تفسير الرازي.
(٢) تفسير الرازي ٤ : ١٤٥.
(٣) الكافي ٣ : ٢٤٥ / ٦ ، التهذيب ١ : ٤٦٦ / ١٥٢٦.
(٤) التهذيب ١ : ٤٦٦ / ١٥٢٧.
(٥) في النسخة : فكأنّه.
(٦) طه : ٢٠ / ٧٤.