هذا الموضع ! والله ما هو إلّا أن يقبل علينا هؤلاء القوم بأسيافهم ، ثمّ نعانق الحور العين (١) .
وعن سعيد بن جبير ، قال : ما اعطي أحد في المصيبة ما اعطيت هذه الأمّة - يعني الاسترجاع - ولو اعطيه أحد لاعطي يعقوب ، ألا تسمع إلى قوله في قصّة فقد يوسف ﴿يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ﴾(٢) ؟
عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه طفئ سراجه فقال : ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ﴾ فقيل : أمصيبة [ هي ] ؟ قال : « نعم ، ما (٣) يؤذي المؤمن فهو له مصيبة » (٤) .
﴿أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧)﴾
ثمّ بيّن الله تعالى ما يبشّر به الصابرون تفضيلا بقوله : ﴿أُولئِكَ﴾ الصابرون المسترجعون ﴿عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ﴾ كثيرة وعطوفات خاصة متتالية كائنة ﴿مِنْ رَبِّهِمْ﴾ ومليكهم اللطيف بهم ﴿وَرَحْمَةٌ﴾ عظيمة دائمة غير منقطعة ، وهي شاملة لإيصال جميع المسارّ إليهم ، ودفع جميع المضارّ عنهم في الدنيا والآخرة ﴿وَأُولئِكَ﴾ المكرمون عند الله ﴿هُمُ﴾ بالخصوص ﴿الْمُهْتَدُونَ﴾ إلى كلّ حقّ وصواب وخير وفلاح ، المرشدون إلى مقام القرب وطريق الجنّة والنعم الدائمة.
عن ابن عبّاس ، قال : أخبر الله تعالى أنّ المؤمن إذا سلّم لأمر الله ورجع واسترجع عند مصيبته كتب الله تعالى له ثلاث خصال : الصّلاة من الله ، والرّحمة ، وتحقيق سبيل الهدى (٥) .
عن ( الخصال ) و( العيّاشيّ ) عن الصادق عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله : « أربع خصال من كنّ فيه ، كان في نور الله الأعظم : من كان عصمة امره شهادة أن لا اله إلّا الله وأنّي رسول الله ، ومن [ إذا ] أصابته مصيبة قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ومن إذا أصاب خيرا قال : الحمد لله (٦) ، ومن إذا أصاب خطيئة قال : أستغفر الله وأتوب إليه » (٧) .
وعن ( الكافي ) : عن الباقر عليهالسلام : « ما من عبد يصاب بمصيبة فيسترجع عند ذكره المصيبة ويصبر حين يفجع إلّا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، وكلما ذكر مصيبته فاسترجع عند ذكر المصيبة غفر الله له
__________________
(١) رجال الكشي : ٧٩ / ١٣٣.
(٢) تفسير روح البيان ١ : ٢٦١ ، والآية من سورة يوسف : ١٢ / ٨٤.
(٣) في تفسير الرازي : نعم كل شيء.
(٤) تفسير الرازي ٤ : ١٥٥.
(٥) تفسير الرازي ٤ : ١٥٥.
(٦) زاد في الخصال : رب العالمين.
(٧) الخصال : ٢٢٢ / ٤٩ ، تفسير العياشي ١ : ١٦٩ / ٢٣٤.