ومتاعي ، واشتري منكم ديني ، فرضوا منه بذلك وخلّوا سبيله ، فانصرف راجعا إلى المدينة ، فنزلت.
وأمّا خبّاب بن الأرتّ ، وأبو ذرّ ، فقد فرّا وأتيا المدينة. وأمّا سميّة فربطت بين بعيرين ثمّ قتلت ، وقتل ياسر. وأمّا الباقون فأعطوا بسبب العذاب بعض ما أراد المشركون فتركوا. الخبر (١) .
وعنه أيضا : أنّها نزلت في رجل أمر بالمعروف ونهى عن المنكر (٢) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : « أنّ المراد بالآية الرّجل يقتل على الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر » (٣) .
في قصة ليلة المبيت
وقال الفخر في ( تفسيره ) : والرواية الثالثة : أنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بات على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله ليلة خروجه إلى الغار.
قال : ويروى أنّه لمّا نام على فراشه قام جبرئيل عند رأسه ، وميكائيل عند رجله ، وجبرئيل ينادي : بخ بخ ، من مثلك يابن أبي طالب ، يباهي الله بك الملائكة ؛ ونزلت الآية (٤) .
وقال الفيض رحمهالله : روت العامّة عن جماعة من الصّحابة والتّابعين ، والعيّاشيّ ، وعدّة من أصحابنا عن أئمّتنا عليهمالسلام في عدّة أخبار أنّها نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام حين بات على فراش النبيّ صلىاللهعليهوآله. الخبر (٥) .
ويمكن الجمع بين الرّوايات بالقول بتكرّر نزول الآية بعد نزولها أوّلا في مكّة في أمير المؤمنين عليهالسلام ليلة المبيت.
وأمّا قول أمير المؤمنين عليهالسلام : « المراد الرّجل يقتل » إلى آخره ، فلعلّ المراد أنّ مورد نزوله وإنّ كان خاصّا ، إلّا أنّ عنوان الآية بعمومه يشمل هذا المقتول ، بل يشمل كلّ من نصر دين الله ، وبذل نفسه في سبيل الله ، وإن كان أفضلهم وسيّدهم ومقتداهم أمير المؤمنين عليهالسلام.
والعجب كلّ العجب ممّن يروي قول جبرئيل في عليّ عليهالسلام : من مثلك ، إلى آخره ، ثمّ يفضّل غيره عليه.
﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ
لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٢٠٨) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ (٢٠٩)﴾
__________________
(١) تفسير الرازي ٥ : ٢٠٤.
(٢) تفسير الرازي ٥ : ٢٠٤.
(٣) مجمع البيان ٢ : ٥٣٥.
(٤) تفسير الرازي ٥ : ٢٠٤.
(٥) تفسير الصافي ١ : ٢٢١.