الطّرفة الثانية عشرة
في بيان معنى السورة ، وأنّ اسم كلّ سورة
كان بتوقيف من النبيّ صلىاللهعليهوآله
السّورة : اسم لطائفة من القرآن ذات فاتحة وخاتمة ، مسمّاة باسم خاصّ بتوقيف من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقد نصّ النبيّ صلىاللهعليهوآله بأسامي السور في الأحاديث والآثار.
روي عن عكرمة ، قال : كان المشركون يقولون : سورة البقرة ، وسورة العنكبوت ، يستهزئون بها ، فنزل : ﴿إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾(١) .
ووجه التسمية بالأسامي المعيّنة المعروفة ظاهر ، فإنّ سورة الحمد سميّت بالفاتحة لافتتاح القرآن بها ، وسورة البقرة لذكر قصّة البقرة فيها ، ولم تذكر في غيرها ، وسورة آل عمران لذكر آل عمران فيها ، وهكذا سائر السّور ، وأمّا وجه تسمية كلّ قطعة معيّنة بالسورة لارتفاع منزلتها وشأنها لأنّها كلام الله.
وتطلق السورة على المنزلة الرفيعة ، وقيل : إنّها مأخوذة من سور البلد لإحاطتها بآياتها ، واجتماعها كاجتماع البيوت بالسور ، ومنه السّوار لإحاطته بالسّاعد.
الطّرفة الثالثة عشرة
في أنّ عدّة سور من القرآن سمّيت بالطوال
وعدّة منها بالمئين وعدّة بالمثاني
وعدّة بالمفصّل ووجه التّسمية
كما سمّيت كلّ سورة باسم خاصّ ، سمّيت عدّة سور باسم مخصوص.
عن ( الكافي ) : بإسناده عن سعد الإسكاف ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : « قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : أعطيت السور الطوال مكان التوراة ، وأعطيت المئين مكان الإنجيل ، وأعطيت المثاني مكان الزّبور ، وفضّلت بالمفصّل ثمان وستّون سورة ، وهو مهيمن على سائر الكتب ، فالتوراة لموسى ، والإنجيل لعيسى ، والزبور لداود » (٢) .
ثمّ اعلم أنّه يستفاد من الرواية الشريفة امور :
__________________
(١) الإتقان في علوم القرآن ١ : ١٨٧ ، والآية من سورة الحجر : ١٥ / ٩٥.
(٢) الكافي ٢ : ٤٣٩ / ١٠.