أعظم آية من القرآن : ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*﴾(١) .
وبقوله : أغفل النّاس آية من كتاب الله لم تنزل على أحد سوى النبيّ صلىاللهعليهوآله إلّا أن يكون سليمان بن داود ، ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*﴾(٢) .
وفي ذيل كلامه إشارة إلى ما روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : « لا أخرج من المسجد حتّى أخبرك بآية لم تنزل على نبيّ بعد سليمان غيري » ثمّ قال : « بأيّ شيء تفتتح القرآن إذا افتتحت الصّلاة ؟ » قلت : ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ قال : « هي هي » (٣) .
وما عن الباقر عليهالسلام : « سرقوا أكرم آية من كتاب الله ، ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*﴾(٤) وينبغي الإتيان بها عند افتتاح كلّ أمر عظيم أو صغير ليبارك فيه.
ومنهم من قال إنّها آية مستقلّة ليست جزءا من سورة.
ومنهم من قال إنّها جزء من الفاتحة دون غيرها من السور.
واستدلّ من قال منهم بأنّها جزء من جميع السور بأنّه يكفي في إثبات تواتر كونها من جميع السور إثباتها في مصاحف الصّحابة فمن بعدها بخطّ المصحف مع منعهم أن يكتب في المصحف ما ليس منه كأسماء السور ، وآمّين ، وغير ذلك ، فلو لم تكن قرآنا لما استجازوا إثباتها بخطّه من غير تمييز ، لأنّ ذلك يحمل النّاس على اعتقادها قرآنا فيكونون مغرّرين بالمسلمين ، حاملين لهم على اعتقاد ما ليس بقرآن قرآنا ، وهذا ممّا لا يجوز اعتقاده في الصّحابة.
إن قيل : لعلّه اثبتت للفصل بين السور. اجيب : بأنّ هذا فيه تغرير ، ولا يجوز ارتكابه لمجرّد الفصل ، ولو كانت لكتبت بين براءة والأنفال.
الطّرفة السادسة عشرة
في أنّ آيات الكتاب العزيز
بين محكم ومتشابه وفي تعريف كلّ منها
لا ريب في أنّ آيات الكتاب العزيز قسمان : محكم ومتشابه ، كما قال الله تعالى : ﴿آياتٌ مُحْكَماتٌ
__________________
(١) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٢٦٨.
(٢) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٢٦٨.
(٣) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٢٦٨.
(٤) تفسير العياشي ١ : ١٠٠ / ٧٧.