إعطائه إيّاك درهما ، والمفهوم ـ أعني اللازم للمنطوق ـ هو عدم وجود الإكرام حين فقدان شرطه الذي هو الإعطاء.
ثمّ إنّ مفهوم المخالفة له عدّة موارد ، منها : مفهوم الشرط ، وهو ما إذا علّق الحكم في الكلام على شرط ، فحينئذ إن دلّ ذلك التعليق على انتفاء الحكم عند انتفاء شرطه فتلك الدلالة تعتبر دلالة على المفهوم ، وإن لم يدلّ التعليق على الانتفاء فلا يكون للتعليق مفهوم.
واختلفت وجهة نظر الأصوليين نفيا وإثباتا ، فذهب السيّد المرتضى وأتباعه إلى عدم المفهوم وعدم دلالة التعليق على انتفاء الحكم عند انتفاء ما علّق عليه الحكم ، وذهب الآخرون إلى ثبوت ذلك كما تعرفه في محلّه.
تنبيه :
إنّما النزاع في ثبوت المفهوم وعدمه فيما كان الشرط راجعا إلى الحكم ، مثل المثال المتقدّم ، وأمّا ما إذا كان راجعا إلى الموضوع ، مثل قوله : إن رزقت ولدا فاختنه ، حيث إنّ الشرط ـ وهو رزق الولد ـ يتوقّف عليه موضوع الحكم وهو الولد ، ولا يتوقّف عليه الحكم بعد تحقّق الموضوع ، ولا يبعد أن يكون قوله تعالى : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً)(١) أيضا من هذا القبيل ، فإنّ الموضوع للحكم لا يتحقّق إلّا إذا أردن التحصّن ؛ إذ مع فقد إرادة التحصّن لا يتحقّق معنى الإكراه.
__________________
(١) النور : ٣٣.