والأصولي كما يبحث عمّا يقع في طريق استنباط الحكم الشرعي ، كذلك يبحث عن الأصل العملي.
وللأصل العملي أقسام كثيرة ، والتي يبحث منها في الأصول أربعة هي : البراءة ، الاحتياط ، التخيير ، الاستصحاب.
وسنتكلّم عنها بما يناسب مستوى الرسالة.
ثانيا : موضوع علم الأصول :
موضوع كلّ علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية.
والمقصود من العرض الذاتي : ما يحمل على الشيء حقيقة ، مثل : السفينة متحرّكة ، بخلاف قولك : جالس السفينة متحرّك ، فالجالس ليس بمتحرك واقعا ؛ لأنّ الحركة عرض ذاتي للسفينة وليس ذاتيّا لجالسها.
ثمّ ليس لعلم الأصول موضوع معيّن بشخصه ، بل يبحث فيه عن مختلف الموضوعات التي لها دخل في تحقيق الغرض الذي لأجله دوّن علم الأصول ، فكلّ ما يقع في طريق الاستنباط ، أو يلتجئ إليه الفقيه عند عدم عثوره على ما يقع في طريق الاستنباط ـ وهو الأصل العملي الذي تقدّمت الإشارة إليه ـ فهو داخل فيما يبحث عنه الأصولي.
ثالثا : الغرض من علم الأصول :
هو العثور على القواعد التي تستخدم في استنباط الأحكام الشرعية من مداركها ، وما يستعين به على معرفة الوظيفة الشرعية بعد العجز عن استنباط الحكم الشرعي من مداركه.