ووضع الأعلام الشخصية خاصّ ؛ لأنّ الواضع تصوّر معنى خاصّا حين الوضع. والموضوع له أيضا خاصّ ؛ لأنّه وضع اللفظ لمعنى مخصوص ، كزيد وخالد ومحمد.
٣ ـ الوضع الشخصي والوضع النوعي
تمهيد :
اللفظ يتألف من جزءين : المادة والهيئة.
المادة : هي ذوات الحروف المرتبة ، نحو «ض ، ر ، ب» من دون ملاحظة الإعراب والحركة.
الهيئة : هي الصورة المجعولة من يد الواضع ، الطارئة على تلك المادّة ك «ضرب» مثلا ، فإنّ المادّة فيه عبارة عن نفس الحروف الثلاثة المرتّبة ، أعني : «ض ، ر ، ب» ، والهيئة فيه عبارة عن صورته الخاصّة العارضة على الحروف ، وهي الشكل المتصوّر بملاحظة توالي الحركات على نحو خاصّ وترتيب معيّن.
إذا عرفت هذا فاعلم :
ان الهيئة حيث كانت حالها حال المعنى الحرفي ؛ لأنّ عدم الاستقلال بالمفهوم متمكّن في عيبتها ، فلا يمكن لحاظها على استقلالها ، بل لا بدّ حين التصوّر من ملاحظتها طارئة للغير ، فحينما يحاول الواضع وضعها لمعنى فإمّا أن يلاحظها طارئة على مادّة مخصوصة ، فتكون تلك الهيئة الملحوظة كذلك معيّنة مشخّصة ، فإن وضعها كذلك لمعنى كان الوضع شخصيا ، إلّا أنّه لا يوجد له مثال ، وإن لاحظ الواضع الهيئة المعيّنة الطارئة لأيّة مادّة ـ كهيئة «فاعل» في أيّة مادّة تحققت ـ كان الوضع نوعيا. وحيث إن الهيئة