ذلك اللفظ بلحاظ ذلك المعنى المعلوم بالإجمال.
٢ ـ المعنى الذي نريد معرفته هل هو حقيقي أو مجازي؟ فلا بدّ من أن نحدّده ، ونعتبره كموضوع في القضية التي نركّبها لمعرفة المعنى الحقيقي.
٣ ـ ثمّ بعد إحراز الأمرين السابقين نجرّب الحمل ، فإن صحّ فالمعنى حقيقي ، وإلّا فمجازي.
الثالثة : الاطّراد :
وهو لغة : افتعال من طرد. يقال : اطّرد الشيء ، إذا تبع بعضه بعضا وجرى. ونقول : اطّرد الأمر ، إذا استقام. والأنهار تطّرد : أي تجري.
والمقصود به هاهنا : إذا صحّ استعمال اللفظ في مورد لوجود مفهوم خاصّ فيه صح استعماله في كلّ مورد وجد فيه ذلك المفهوم ، مثل : قائم يستعمل في رجل منتصب وهذا الاستعمال صحيح. ومعلوم أنّ صحّة استعماله فيه إنّما لأجل حصول المعنى المصدري للقائم ، أعني : القيام في ذلك الرجل على نحو أنّ ذلك المعنى الحدثي صادر من ذلك الرجل.
فعليه يعلم منه أنّه يجوز استعمال هيئة «فاعل» في كلّ من يحصل فيه المعنى المصدري على نحو يكون صادرا منه ، فيصحّ إطلاق «العالم» على من حصل فيه العلم ، و «القادر» على من حصلت فيه القدرة وهكذا. ومن ذلك تعرف أنّ استعمال هيئة «فاعل» في من قام به الفعل بمعنى الحدوث حقيقيّ.
وإذا لم يكن كذلك بأن صحّ استعمال لفظ في مورد لوجود مفهوم خاصّ ، ولم يصحّ استعماله في مورد آخر ، مثل : استعمال لفظ «الأسد» في الرجل الجريء صحيح لوجود الجرأة فيه ، بخلاف النملة ـ مثلا ـ فإنّه لا يصحّ استعماله فيها مع وجود الجرأة فيها ، ومنه نعرف أنّ استعمال لفظ