الأمر العاشر
في المشتقّ
تمهيد :
للكلام عن المشتق لا بدّ من الإشارة إلى ما يأتي :
أوّلا : المشتقّ لغة : المأخوذ.
وفي اصطلاح الأدباء : هو اللفظ المأخوذ من لفظ آخر مع اشتماله على حروفه ، وموافقته في الترتيب ، مثل : ضرب وضارب ومضروب ، فهي كلّها مأخوذة من مبدئها ، وهو : «ض ، ر ، ب» لا من الضرب ، كما هو المشهور في ألسنة الطلّاب ، فالصيغ المأخوذة إنّما اشتقّت من مبدئها ، وهو عبارة عن حروف مرتّبة خالية من أيّة هيئة. والمصدر ـ أعني الضرب مثلا ـ أيضا مشتقّ من تلك المادّة.
فالحاصل : كما أنّ جميع الصيغ من الأفعال والأسماء مأخوذة ومشتقّة من تلك المادّة ـ أعني الحروف العارية من الهيئة المرتّبة بترتيب خاصّ ـ كذلك المصدر أيضا مأخوذ منها.
والمشتقّ في الاصطلاح الأصولي : هو اللفظ الذي يمكن حمله باعتبار معناه على الذات ، وكان جاريا عليها باعتبار قيام صفة بالذات ، خارجة عنها.