حسن الحظ ، فتشرّفت بتقديم هذه الخدمة إلى طلّاب هذا العلم وروّاد هذا الفن.
ولا أبغي من وضع هذه الرسالة الموجزة اتّباع المنهج المألوف في البحوث الأصولية السامية ، فإنّها بمعزل عنه تنشد غاية أخرى تمتاز بها عن مقاصد تلك البحوث ، فإنّها تحاول أن ترسم إطارا يعمّ جملة من مباحث الأصول شمولا إجماليا ؛ ليوقف الطالب على عتبات هذا العلم ، كي يستعدّ لارتقاء منهاجه إلى سماء هذا العلم العليّ ، بيد أن العرض المتوخّى في الأوساط العلمية الحوزوية عرض مسائله عرضا علميا دقيقا ، والبرهنة عليها ، والمقارنات الواسعة بين مختلف الآراء ، وتوجيه النقوض والإيرادات ، وتبسيط الأجوبة ، ونقدها على بساط شامل.
هذا ولم أحاول في خلال عرض البحوث إبراز ما إذا كان هناك مضادّة بين الرأي السائد والنظر المختار احتفاظا على الهدف المنشود من وضع هذه الرسالة ، إنّما توخّيت إبراز الآراء المعروفة بين علماء الأصول ، ولا سيما المتأخّرين منهم ، وإعطاء صور توضيحية للمصطلحات المتداولة ، وتخريج المسائل المشهورة بتعبير واضح سلس مختصر ، وتجنّب الخوض في الأدلّة والبراهين في جملة مطالبها سوى بعض اللمحات في بحث الحجّة والتعادل والترجيح تشحيذا لذهن المبتدئ.
أسأل الله ولي التوفيق أن ينفع بهذا المختصر طلّاب هذا العلم ، وأن يجعله ذخرا ليوم فاقتي ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم ، إنّه الموفّق والمعين.
بشير حسين النجفي
صفر / ١٣٩٠ ه