الفصل الرابع
في جواز اجتماع الأمر والنهي وعدمه
اختلف الأصوليون من القديم في أنّه هل يجوز اجتماع الأمر والنهي في واحد أو لا يجوز؟
ذهب إلى الجواز أغلب الأشاعرة ، وجملة من الإمامية ، ومنهم فضل بن شاذان على ما قيل ، وأكثر العدلية على عدم جوازه.
ولا بدّ من تمهيد يشتمل على أمور تعتبر معالم رئيسية لهذا البحث.
الأمر الأوّل : ما المقصود باجتماع الأمر والنهي؟
اعلم أنّ الاجتماع بينهما يتصوّر على ثلاثة أنحاء :
أوّلا : أن يتعلّق الأمر والنهي بشيء واحد شخصي ، بأن يقول المولى : افعل هذا ولا تفعله. وهذا القسم خارج عن محلّ البحث ؛ إذ لا يعقل أن يكون شيء واحد باعتبار واحد مأمورا به ومنهيّا عنه.
ثانيا : أن يتعلّق الأمر بعنوان والنهي بعنوان آخر ، ولكن على نحو الاتّفاق والصدفة قد يجتمعان ويتجاوران بأن يتحقّق العنوان المأمور به في فرد والعنوان المنهيّ عنه فرد آخر ، ويحدث الفردان في وقت واحد من