فيها ، ومقرا للّه بالتوحيد مجاهرا بالإيمان معلنا بالإسلام (١) مؤذنا لمن ينساها إلى أن يقول : وجعل بعد التكبير الشهادتان لأن أول الإيمان هو التوحيد والإِقرار للّه تبارك وتعالى بالوحدانية والاقرار للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بالرسالة وأن اطاعتهما ومعرفتهما مقرونتان ، ولأن أصل الإيمان إنّما هو الشهادتان فجعل شهادتين شهادتين كما جعله في ساير الحقوق شاهدان فإذا أقر العبد للّه عزّ وجلّ بالوحدانية وأقر للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بالرسالة فقد أقر بجملة الإيمان ، لأن أصل الإيمان إنما هو [ الشهادة ] باللّه وبرسوله وإنما جعل بعد الشهادتين الدعاء إلى الصلاة ، لأن الأذان إنما وضع لموضع الصلاة وإنما هو نداء إلى الصلاة في وسط الأذان والدعاء إلى الفلاح وإلى خير العمل ، وجعل ختم الكلام باسمه كما فتح باسمه (٢).
وروى الكليني عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الوليد ، قال : سمعت يونس بن يعقوب ، عن سنان بن طريف ، عن أبي عبداللّه الصادق ، قال : إنّا أوّل بيت نوّه اللّه بأسمائنا ، إنّه لمّا خلق السماوات والأرض أمر مناديا فنادى :
أشهد أنّ لا إله إلاّ اللّه ، ثلاثا.
أشهد أنّ محمدا رسول اللّه ، ثلاثا.
أشهد أنّ عليا أمير المؤمنين حقّا ، ثلاثا (٣).
__________________
(١) وفي علل الشرائع ١ : ٢٥٨ ، مقرا له بالتوحيد ، مجاهرا بالايمان ، معلنا بالإسلام ، مؤذنا لمن يتساهى.
(٢) من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٩٩ ـ ٣٠٠ / ٩١٤ ، وسائل الشيعة ٤١٩ / ح ٦٩٧٤.
(٣) الكافي ١ : ٤٤١ / ح ٨ ، وعنه في بحار الأنوار ١٦ : ٣٦٨ / ح ٧٨. والرواية موثّقة لكون محمد بن الوليد ـ والذي هو الخزاز الثقة ـ فطحيا على قول ، كما أنّ سنان بن طريف وجه من شخصيات الطائفة الجليلة ؛ الحجة بالاتّفاق ، وأما يونس فمجمع على وثاقته وقبول