وكان عمر بن الخطاب قد منع هذا النوع من التفسير والبيان مع القرآن ، بدعوى اختلاطه مع القرآن (١) ؛ كما أنّه منع من الأخذ بالقرآن الذي جمعه وفسّره علي بن أبي طالب عن رسول اللّه لأ نّه وجد فيه الكثير من التفسير السياقي والبياني والذي يكشف فيه فضائحهم ، ويبيّن منزلة المطّهرين من آل البيت (٢) ، ويكشف جهل الخلفاء بالأحكام الشرّعية وعلوم السماء.
قال سليم الكوفي : فلمّا رأى عليٌّ غـدرهم لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه فلم يخرج من بيته حتى جمعه ... ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول اللّه ، فنادى عليٌّ بأعلى صوته :
يا أيّها الناس ، إنّي لم أزل منذ قبض رسـول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم مشغولاً بغسله ، ثم بالقرآن حتى جمعته كلّه في هذا الثوب الواحد ، فلم ينزل اللّه تعالى على رسول اللّه آية إلاّ وقد جمعتها ، وليست منه آية إلاّ وقد أقرأنيها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلّمني تأو يلها ... ثم قال لهم علي عليهالسلام : لئلاّ تقولوا يوم القيامة أنّي لم أدعكم إلى نصرتي ولم أُذُكّركم حقّي ، ولم أدعكم إلى كتاب اللّه من فاتحته إلى خاتمته.
فقال عمر : ما أغنانا بما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه (٣).
وفي مناقب ابن شهرآشوب : انه [ أي علي ] آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلاّ
__________________
(١) مصنف عبدالرزاق ١١ : ٢٥٧ / ح ٢٠٤٨٤ ، تقييد العلم : ٤٩ ، ٥٠ ، ٥١ ، المدخل إلى السنن الكبرى ١ : ٤٠٧ / ح ٧٣١.
(٢) انظر الكافي ٢ : ٦٣٣ / ح ٢٣ / باب النوادر.
(٣) كتاب سليم : ١٤٧ الحديث الرابع ، وعنه في بحار الأنوار ٢٨ : ٢٥٦ / ح ٤٥ / الباب الرابع ، و ٨٩ : ٤١ / باب ما جاء في كيفية جمع القران. وفي اصول الكافي ٢ : ٦٣٣ ان الصادق عليهالسلام اخرج مصحف علي وقال : اخرجه علي عليهالسلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم : هذا كتاب اللّه عزّوجلّ كما انزله اللّه على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد جمعته من اللوحين ، فقالوا : هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه.
فقال : اما واللّه ما ترونه بعد يومكم هذا ابدا انما كان عليّ أن اخبركم حين جمعته لتقرؤوه.