١٢ ـ وفي إكمال الدين : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميري جميعا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن علي بن حديد ، عن علي بن النعمان و [ الحسن بن علي ] الوشّاء جميعا ، عن الحسن بن أبي حمزة الثمالي ، عن أبيه ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : لن تخلو الأرض إلاّ وفيها رجل منّا يعرف الحقّ ، فإذا زاد الناس فيه قال قد زادوا ، وإذا نقصوا منه قال : قد نقصوا ، وإذا جاؤوا به صدّقهم ، ولو لم يكن ذلك كذلك لم يعرف الحقّ من الباطل.
قال عبدالحميد بن عوّاض الطائي : باللّه الذي لا إله إلاّ هو لسمعت هذا الحديث من أبي جعفر عليهالسلام ، باللّه الذي لا إله إلاّ هو لسمعته منه (١).
والسند معتبر على كلام في علي بن حديد.
وعليه فلو كان ما تفعله الشيعة ـ عبر القرون الماضية ـ غلوّا وانتحالاً وتأويلاً ، لكان على الإمام أن ينفي ذلك عن الدين ، بل إنّ في سكوت الإمام وخصوصا في أمر مقدّميٍّ عباديّ كالأذان مما يشير إلى جواز الإتيان بهذا الفعل عنده ، لأ نّه ذكر وعبادة فلو كان في الواقع حراما وممّا يوجب الخلل في الدين والتعدّي على قِيَمِهِ لكان عليه عليهالسلام نهي الناس عنه وردعهم بطريقة من الطرق خلال أُمناء الشريعة من الفقهاء الصائنين لأنفسهم ، المطيعين لأمر مولاهم ، وخصوصا مع معرفتنا باستمرار هذه السيرة عند المتشرّعة إلى عصر الأئمة عليهمالسلام لان عمر بن الخطاب حينما حذف الحيعلة الثالثة = الولاية كان لا يريد حثا عليها ودعوة إليها ، ومعناه ان الأئمة المعاصرين للخلفاء بدءا من الإمام علي حتى الإمام الكاظم ـ الذي ذكرنا بهذا الامر ـ كانوا يحبذون الإتيان بها لا على نحو الجزئية ، وهو الاخر يشير إلى ان الأمة كانت تأتي بها على عهد الصحابة حسبما جاء في محكي السلافة عن أبي ذر
__________________
(١) اكمال الدين واتمام النعمة : ٢٢٣ / الباب ٢٢ / ح ١٢.