على خير العمل » معناها الولاية ، ويجوز تفسيرها بجمل دالّة عليها تدعو لها تحث عليها حسبما اتّضح في الدليل الكنائي ، كمحمد وآل محمد خير البرية ، لأ نّه قيّد الاستحباب للمؤذّن والمقيم لا للسامع ، لأنّ النداء وظيفة المؤذّن ويتلوه المقيم.
إنّ الصيغة التي أفتى بها ابن البرّاج : « آل محمد خير البرية » هي إحدى الصـيغ الثلاث التي قالها الشـيخ الطوسي وغيره من الأعلام بعد الصدوق.
فابن البراج قال بشرعية « آل محمد خير البرية ، مرتين » حين الحيعلة وفي نفسه ومن باب الذكر.
والسيّد المرتضى ذهب إلى شرعية « محمد وعلي خير البشر ».
والشيخ الطوسي أشار إلى الصيغ الثلاث التي جاء بها الصدوق في الفقيه.
ففي « النهاية » أشار إلى صيغتين منها ١ ـ أشهد أنّ عليا وليّ اللّه ، ٢ ـ آل محمد خير البرية.
وفي « المبسوط » أكّد على وجود أشهد أنّ عليا أمير المؤمنين وآل محمد خير البرية في شواذّ الأخبار.
فالسيّد المرتضى وضّح جواز الشهادة بالولاية لأهل الموصل في العراق ، وقد يكون الشيخ الطوسي أشار في كلامه إلى تأذين أهل بغداد وحواليها بالشهادات الثلاث ، وفي كلام ابن البرّاج إشارة إلى تأذين أهل حلب وضواحيها بصيغة « محمد وآل محمد خير البرية » وقد يمكن أن نقول ان شيعة حلب اذنوا بذلك تبعا لمن يقلدونهم من الفقهاء كابن البرّاج والسيّد المرتضى والشيخ الطوسيّ رحمهم اللّه تعالى ، وهو الصحيح الذي لا خلاف فيه.
إذن فصيغة « محمد وعلي خير البشر » و « أشهد أنّ عليا ولي اللّه » أو « أشهد أنّ عليا أمير المؤمنين » أو « آل محمد خير البرية » كانت صيغا تقال في الموصل وبغداد وحلب وحمص ، وجميعها تدلّ على أنّها كانت تقال بعد الحيعلة الثالثة ،