معنى « حيّ على خير العمل » عن المعصومين ، إذ أراد الإمام الكاظم عليهالسلام حثّا عليها ودعوة إليها في الأذان ، غيرَ محدِّدٍ عليهالسلام لصيغها ، فقد تكون : « أشهد أنّ عليا ولي اللّه » وقد تكون : « محمد وعلي خير البشر » وقد تكون : « محمد وآل محمد خير البرية » ، وقد تكون شيئا آخر يرد عنهم عليهمالسلام أو يأذنون به ، لكنّها كلّها تتضمن معنى الولاية.
وعلى هذا ، كيف يُتَصَوَّرُ اتّهام شيخنا الصدوق رحمهالله القائلين بما يدلّ على الولاية في الأذان بالتفويض ، مع علمه بوجود فصل « حيّ على خير العمل » الدالّ على الولاية لعليّ ولزوم البرّ بفاطمة وولدها في الأذان؟!
وعليه ، فمع وجود نصٍّ صريح واضح من قبل الأئمّة بأنّ « حيّ على خير العمل » هي الولاية ، ووقوفِ الصدوق على ذلك النص ـ وهو المحدّث المتتبّع ـ يفهمنا بأنه رحمهالله يعني بكلامه القاصدين للجزئية على نحو الخصوص لقوله رحمهالله : « لكن ذلك ليس في أصل الأذان ».
فهل يعقل أن لا يسمح الشيخ للقائلين بها أن يفتحوها بعبارات دالّة عليها ـ مع التأكيد على أنّها ليست جزءً ـ دفعا لاتّهام المتَّهِمِين وافتراءات المُفتَرِين ، أو رفعا لمنزلة الإمام عليّ عند شيعته وعند غيرهم ـ المحظور آنذاك ـ؟! إِنّ الجواب عن ذلك لا يمكن أن يُتَصَوَّرَ في هذا المجال إلاّ من خلال أحد دوافع ثلاثة دفعت الشيخ لهذا القول.
وهي إمّا ظروف التقية التي كان يعيشها الشيخ ، فإنه رحمهالله قد يكون قالها حقنا لدماء البقية الباقية من الشيعة ، خصوصاً وأنّ الشيخ كتب «من لا يحضره الفقيه» بقصبة بلخ من أرض ايلاق الواقع حالياً شمالي افغانستان.
أو أنّه قالها تبعا لمشايخه القميين.
أو أنّه قالها بعد أن وجد المفوِّضة ـ الطائفة المنحرفة عن الأمة ـ هم أكثر الناس تبنّيا علنِيّا لهذا الشعار ، وأنَّ قولهم لها كان على نحو الشطرية والجزئية لقوله رحمهالله « ولكن ذلك ليس في أصل الأذان » ، وهذا ممّا لا يسمح به الشرع.
وإليك الآن توضيح النقاط الثلاثة الآنفة :