المَوْتِ ) (١) ، وقوله تعالى مخبرا عن رسول اللّه : ( أَفَإِن ماتَ أَوْ قُتِلَ ) (٢) ، إلى غيرها من الآيات.
بلى ، إنّ اليهود والنصارى فرَّطوا وأفرطوا في هذه الروح الإنسانية ، حيث فَرّط اليهود في عيسى حتّى قذفوا مريم ، وأفرطوا فقالوا عزير بن اللّه (٣) ، والنصارى غلوا في عيسى حتى جعلوه ربّا (٤).
وعليه فالناس كانوا على ثلاث طوائف :
١ ـ طائفة تستبعد أن يكون للإنسان ـ النبي ـ القدرة على الارتباط بعالم الغيب ، كما جاء على لسان قوم شعيب عليهالسلام حيث قالوا له : ( وَمَا أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ) (٥).
٢ ـ طائفة كانت تُأَلِّه الأَنبياء ، إذ قال سبحانه : ( لقد كفر الذين قالوا انَّ اللّهَ هُوَ المسيحُ ابن مَرْيَمَ ) (٦) وقال تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِن إِلهِ إِلاَّ إِلهٌ واحِدٌ وَلَئِن لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لََيمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (٧).
٣ ـ طائفة ثالثة وهم المؤمنون الذين انتهجوا منهج الأنبياء القائلين : ( قل إنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ إِنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَآسْتَقِيُموا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ
__________________
(١) الأنبياء : ٣٤ ، ٣٥.
(٢) آل عمران : ١٤٤.
(٣) قال سبحانه في سورة التوبة : ٣٠ ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ).
(٤) قال سبحانه في سورة المائدة ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ). وقال سبحانه في سورة النساء : ١٧٢ ( لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدا لِلَّهِ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ).
(٥) الشعراء : ١٨٦.
(٦) المائدة : ١٧ ، ٧٢.
(٧) المائدة : ٧٣.