وقد أعطى بالفعل لوطا (١) وسليمان (٢) وداود (٣) علما ، وهو سبحانه القائل : ( وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْما ) (٤).
وقال سبحانه : ( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) (٥) ، وقال سبحانه : ( وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ) (٦).
وكلّ ذلك يوصلنا إلى أنّ اللّه سبحانه قادر على أن يعطي علمه للأنبياء والأوصياء والصالحين من عباده ، وحتى أنّه يمكنه أن يعطيها لبعوضة ، والأنبياء والأئمّة هُم أكرم عنداللّه من بعوضة (٧) ، وقد اعطى هذا العلم بالفعل لكثير من الأنبياء والأوصياء وعباده المصطفين.
وعليه ، فإنّ ما قلناه هو إعلام من اللّه وليس عِلْمَ غيبٍ استقلاليّا كما يتخيّله بعض الناس ، وهو ليس شرطا في نبوتهم أو إمامتهم ، بل هو لطف من اللّه تعالى في طاعتهم.
فقد قال بعض أصحاب الإمام علي عليهالسلام له : لقد أُعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب.
فضحك عليهالسلام ، وقال للرجل وكان كلبيا : يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب ، وإنّما هو تَعَلُّمٌ من ذي علم ، وإنّما علم الغيب علم الساعة وما عَدَّدَ اللّه سبحانه بقوله ( إِنَّ اللّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ) (٨) ... فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر وأنثى ،
__________________
(١) الانبياء : ٧٤.
(٢) الانبياء : ٧٩ ، النمل : ١٥.
(٣) النمل : ١٥.
(٤) الكهف : ٦٥.
(٥) النمل : ٤٠.
(٦) لقمان : ١٢.
(٧) ورد هذا المعنى عن الإمام الجواد ، انظر بحار الانوار ٥٠ : ١٠٠ / ح ١٢ ، عن عيون المعجزات.
(٨) لقمان : ٣٤.