واستوطنوها ، واجتمع إليهم بنو أعمامهم والهاربون من جور بني أُمية.
وكان كبير هؤلاء الأخوة : عبداللّه بن سعد ، وكان لعبداللّه ولد قد تربّى بالكوفة ، فانتقل منها إلى قم وكان إماميا ، وقيل عنه أنّه هو الذي نقل التشيع إلى قم (١).
وهناك أقوال أُخرى في تمصير قم ، لا نرى ضرورة لذكرها.
والأشعريون هم قوم من أهل اليمن من ولد نبت بن أُدد ، سُمِّي بالأشعر لأنّ أُمه ولدته وهو أشعر ، منهم رجال كثيرون ، كالصحابي أبي موسى الأشعري.
وقد ذكر النجاشي في رجاله اسم خمسة وثلاثين رجلاً ـ من ضمنهم ستة عشر من أصحاب الأئمّة : الصادق ، والكاظم ، والرضا ، والجواد ، والهادي ، والعسكري عليهمالسلام ـ كلّهم من أهل قّم ، وغالبهم من الأشعريين.
فالقمّيّون كانوا على اتّصال بأئمّة أهل البيت وراوين لآثارهم ، وقد وردت روايات كثيرة عنهم عليهمالسلام في مدح قمّ واهلها وأنّها من البلدان التي سبقت إلى قبول الولاية ، وأنّها عشّ آل محمد ومأوى شيعتهم (٢) ، وأنّه إذا عمّت البلدان الفتن فعليكم بقمّ وحواليها فإنّ البلاء مدفوع عنها (٣) ، وأنّ الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهلها (٤) ، وما قصدها جبّار بسوء إلاّ قصمه قاصم الجبّارين (٥) ، وأنّه لولا القمّيّون لضاع الدين (٦) ، وأنّ قمّ بلدنا وبلد شيعتنا (٧) ، وغيرها من الروايات.
إن مفاخر أهل قمّ كثيرة منها : أنّهم وَقَفُوا المزارع والعقارات على الأئمّة ، وهم
__________________
(١) معجم البلدان ٤ : ٣٩٧ ، اللباب في تهذيب الأنساب ٣ : ٥٦ ، وانظر بحار الأنوار ٥٧ : ٢٢٠ ، أعيان الشيعة ١ : ١٩٤ ، تاريخ الكوفة للبراقي : ٢٢٨.
(٢) بحار الأنوار ٥٧ : ٢١٤ / الباب ٣٦ / ح ٣١.
(٣) بحار الأنوار ٥٧ : ٢١٤ ، ٢١٥ ، ٢١٧ ، ٢٢٨ / الباب ٣٩ / ح ٢٦ ، ٣١ ، ٤٤ ، ٦١.
(٤) مستدرك سفينة البحار ٨ : ٥٩٧.
(٥) مستدرك سفينة البحار ٨ : ٥٩٧.
(٦) بحار الأنوار ٥٧ : ٢١٧ / الباب ٣٦ / ح ٤٣.
(٧) الكنى والالقاب ٣ : ٨٧ ، مستدرك سفينة البحار ٨ : ٦٠٠.