وعلل بعض الكُتّاب تزويج المأمون ابنته من الإمام الجواد عليهالسلام لاجل الحدّ من ثورة القميّين عليه في مسألة الخراج.
ونقل مؤلّف كتاب « تاريخ قم » عن أحد ولاة قمّ قوله : إنّي وليت عليها لعدة سنوات ولم أر إمرأة فيها (١) ، وهذا دليل على عفّة نساء الشيعة في قمّ وشدّة غَيْرَة رِجالها ، وهو يشبه ما جاء في كتاب ( آثار البلاد واخبار العباد ) عن المدائن وأن أهلها فلاحون ، شيعة امامية ، ومن عادتهم أنّ نساءهم لا يخرجن نهارا أصلاً (٢) وقريب من هذا الكلام ورد في نساء الشيعة في سجستان (٣) والديلم (٤).
وقد روى الكليني في الكافي خبرا يؤكّد على أنّ قمّ كانت معروفة ومشهورة بالرفض عند النّاس ، بعكس همدان المعروفة بالتسنن (٥).
وقد حكى السبكي في الطبقات عن أبي سعيد الاصطخري ـ قاضي قم ـ أنّه ترك قمّ هاربا إلى همدان على أَثر واقعة حدثت له ، وهي : أنّه مات بها رجل وترك بنتا وعمّا فتحاكموا إليه في الميراث ، فقضى على راي العامة ـ للبنت النصف والباقي للعم ـ فقال أهل قم : لا نرضى بهذا القضاء ، أَعْطِ البنت كلّه ، فقال أبو سعيد : لا يحلّ هذا في الشريعة ، فقالوا : لا نتركك هنا قاضيا ، قال : فكانوا يتسوّرون داري باللّيل ويحوّلون الأَسِرَّة عن أماكنها وأنا لا أشعر ، فإذا أصبحت عجبت من ذلك.
فقال أوليائي : إنّهمُ يُرُونَكَ أنّهم إذا قدروا على هذا قدروا على قتلك ،
__________________
(١) تاريخ قم : ٢٨٥ باللّغة الفارسية.
(٢) آثار البلاد وأخبار العباد : ٤٥٣ ، المقدمة الثالثة في اقاليم الأرض / الاقليم الرابع : المدائن.
(٣) آثار البلاد وأخبار العباد : ٢٠٢ ، المقدمة الثالثة في اقاليم الأرض / الاقليم الثالث : سجستان.
(٤) أحسن التقاسيم ٢ : ٤٥٧.
(٥) الكافي ١ : ٥٢١ ـ ٥٢٢.