البسيطة. ونقيضه العدم المحمولي كقولنا : زيد معدوم أو ليس بموجود يعبّر عنه بمفاد ليس التامّة.
والوجود الرابط ما لا نفسيّة له بل يكون رابطا بين شيء وشيء وبعبارة اخرى وجود شيء لشيء كقولنا : زيد قائم ، فزيد موجود جوهري في نفسه ، والقيام موجود عرضي في نفسه من مقولة الوضع ، ولكن مفاد القضية أعني النسبة الحكمية وكون زيد قائما وجود رابط بين العرض ومحله وهو معنى حرفي لا نفسية له بل يتقوم بالطرفين ويعبّر عنه بمفاد كان الناقصة والهليّة المركبة ، ونقيضه سلب الربط كقولنا : ليس زيد بقائم ويعبّر عنه بمفاد ليس الناقصة.
هل توجد النسبة في القضيّة السالبة أم لا؟
وهل توجد النسبة في القضية السالبة أم لا؟ وعلى الأوّل فهل هي محطّ السلب أو العدم بنفسه رابط؟ فيه كلام للأعلام.
والأستاذ الأعظم آية الله العظمى البروجردي ـ قدسسره ـ كان يصرّ بأنّ في السوالب العدم بنفسه رابط ويعبر عنه بالنسبة السلبية ، فكما أن الوجود قد يكون محمولا وقد يكون رابطا فكذلك العدم. وقد حرّرنا ذلك في نهاية الأصول في المقام (١) ، وإن كان لنا فيه كلام إذ العدم بما أنه عدم ، بطلان محض ولا واقعية له فكيف يقع رابطا بين شيء وشيء؟
والأستاذ الإمام ـ طاب ثراه ـ قال ـ على ما في تقريرات بحثه ـ (٢) :
«إنّ السوالب لا نسبة فيها مطلقا وكذا كثير من الموجبات ، بل يكون مفاد الموجبات الهوهويّة ومفاد السوالب سلب الهوهويّة فالسلب لا يقع على النسبة بل على المحمول أو الهوهويّة ولا يكون بنفسه رابطا أيضا. نعم قد توجد النسبة في بعض الهليّات المركبة ، وعبّر عنها بالحمليات المؤوّلة التي وقع الرابط فيها بحرف الإضافة كقولنا زيد في الدّار أو زيد له القيام.»
والتفصيل يطلب من تقريرات بحثه. وحيث إن المسألة طويلة الذيل لا يهمّنا هنا البحث فيها.
__________________
(١) نهاية الأصول ، ص ٣٠٠ و٣٠١.
(٢) تهذيب الأصول ، ج ٢ ، ص ٢٤ وما بعدها.