نهيه بلا عذر فيها من جهل أو عجز أو نحوهما وما هو المخرج عن رسم العبودية ، هو ذلك لا مطلق مخالفة العلم وإن لم يصادف إذ لا نسلّم أن رسم العبودية عدم مخالفته مطلقا ، بل رسمها العمل بأوامره والانتهاء عن نواهيه مع التنجّز.» (١)
تصوير الجزء الندبي في مقام الامتثال للعلم الإجمالي
«ويبحث أيضا عن دوران الأمر في مقام الامتثال بين الأقل والأكثر ... الظاهر أنه لا يتصور كون شيء كالقنوت مثلا مع استحبابه جزء للصلاة إلّا أن يفرض الصلاة عنوانا بسيطا ذات مراتب طولية ينتزع بعض مراتبها من الأقل وبعضها من الأكثر ...»
ولنذكر لذلك مثالا عرفيا ، وهو انه إذا أمر المولى عبده ببناء مدرسة فللعبد بناء مدرسة تشتمل على عشر حجرات مثلا وله بناء مدرسة تشتمل على مأئة حجرة والمدرسة عنوان عرضي مقول بالتشكيك على مجموع المتكثرات ، فإذا بنى العبد ما تشتمل على المائة أيضا تصير باجمعها منطبقا لعنوان المامور به وامتثالا للأمر الوجوبي وكذا لو أمر عبده بتشكيل مجمع ، فله تشكيل مجمع يشتمل على خمسة نفر وله تشكيل ما يشتمل على مأئة مثلا ، والجمعية عنوان عرضي تنتزع من مجموع المتكثرات كما لا يخفى.
ثم إنه ربما يتوهم جواز تصوير الجزء الندبي بنحو آخر وذلك بأن يكون الندبي جزء من الفرد دون الطبيعة كاللحية التي هي جزء من زيد دون الإنسان.
وفيه : أن هذا يصح في ما اذا اتّحد أجزاء الفرد بحسب الوجود كما في مثل زيد ولحيته وأما المركب الاعتباري كالصلاة مثلا فجزئية شيء لها تحتاج إلى الاعتبار ، فإنها حقائق متباينة متعددة بحسب الوجود ووحدتها باعتبار المعتبر ، فلا تنتزع الجزئية إلّا عمّا دخل تحت الأمر وإلّا للزم كون تحريك اليد مثلا أيضا من أجزائها مع أنه من المقارنات. فافهم. (٢)
__________________
(١) نهاية الاصول ، ص ٤١٨.
(٢) نهاية الاصول ، ص ٤٢٥.