الفائدة الاولى :
حجية الأدلّة الاربعة
«المبحث : حجية الأدلة الأربعة : العقل والكتاب والسنة ـ قول المعصوم عليهالسلام وفعله وتقريره ـ والإجماع. ويبحث فيه أيضا عن الشهرة وعن القياس والاستحسان والاجتهاد والتخطئة والتصويب وانفتاح باب الاجتهاد في كل زمان ، وأدلّة التقليد وحجية فتوى الفقيه. ويقسّم فيه الأمور على ثلاثة أقسام : ١ ـ الحقائق المتأصلة ٢ ـ المفاهيم الانتزاعية ٣ ـ الأمور الاعتبارية المحضة.» (١)
قد مرّ منّا أن أساس الحكومة الإسلاميّة هو قوانين الإسلام ومقرّراته في شتى مسائل الحياة ، وأنّ منابعها ومصادرها هي الكتاب العزيز ، والسنّة القويمة بأقسامها من قول المعصوم وفعله وتقريره الثابتة بطريق صحيح معتبر ، وحكم العقل القطعي الخالي من شوائب الأوهام والتعصّبات ، كالحسن والقبح العقليّين وكالملازمات العقليّة القطعيّة. وهذه الثلاثة ممّا اتفق عليها الشيعة والسنّة.
وما يرى في بعض الكلمات من التشكيك في حجّيّة العقل مطلقا فهو بظاهره كلام واه لا يعتنى به ، إذ لو حصل بحكم العقل القطعي القطع بحكم الشارع فلا مجال لإنكار حجيّته ، فإن القطع حجة ذاتا ، والعقل أمّ الحجج وأساسها. وهل يثبت التوحيد والنبوّة وحجّيّة كتاب الله وسنّة رسول الله إلّا من طريق العقل؟
وفي خبر عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : «العقل دليل المؤمن.» (٢)
__________________
(١) ولاية الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٤.
(٢) الكافي ، ج ١ ، ص ٢٥ ، كتاب العقل والجهل ، الحديث ٢٤.