القول الثاني في كتاب فقه الرضا وأدلته
القول الثاني : أنّه بعينه رسالة عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي إلى ولده الصدوق ، وهو المعروف بشرائع عليّ بن بابويه. وممّن مال إلى هذا القول العالم المتتبّع الخبير الميرزا عبد الله الأفندي الأصفهاني مؤلّف رياض العلماء. قال في شرح حال ابن بابويه :
«وأمّا الرسالة إلى ولده فظني أنّه بعينه ما هو الآن يعرف بالفقه الرضوي ، لأنّه ينادي على ذلك سياق ذلك الكتاب ، ولعلّ ذلك الاشتباه لأنّهم لمّا وجدوا أنّ مؤلّفها هو أبو الحسن عليّ بن موسى كما هو الشائع في حذف بعض الأسامي من النسب حسبوا ذلك ، فتأمّل. وتلك الرسالة هي بعينها التي ينقل عنها ولده في الفقيه وفي سائر كتبه ويقول : «قال أبي في رسالته إليّ» ، لكن قال الأستاذ الاستناد أيّده الله في أوّل البحار ...» (١)
وقال في شرح حال السيّد القاضي الأمير حسين بعد نقل ما مرّ من البحار في شأن فقه الرضا :
«ثمّ إنّه قد يقال : إنّ هذا الكتاب بعينه رسالة عليّ بن بابويه إلى ولده الشيخ الصدوق. وانتسابه إلى الرضا عليهالسلام غلط نشأ من اشتراك اسمه واسم والده ، فظنّ أنّه لعليّ بن موسى الرضا عليهالسلام حتى لقّب تلك الرسالة بفقه الرضا. وكان الأستاذ العلامة أيضا يميل إلى ذلك ...» (٢)
تأييد القول الثاني
أقول : وقد كان هذا القول في الأيّام السابقة راجحا لدي لما أحصيت موارد نقل الصدوق في الفقيه من رسالة أبيه وكانت قريبا من ثلاثين موردا ثمّ قايستها على فقه الرضا فرأيت موافقتهما إلّا في بعض الموارد المشتملة على تغيير يسير ، وكذلك قايست بعض ما يحكيه العلامة في المختلف عن الرسالة مع فقه الرضا فوجدتهما موافقين. ولكن مع ذلك يشكل
__________________
(١) رياض العلماء ، ج ٤ ، ص ٩.
(٢) رياض العلماء ، ج ٢ ، ٣١.