الفائدة الأولى : حديث الجبّ وسنده ودلالته
«لو أسلم الكافر بعد ما وجبت عليه الزكاة هل تسقط عنه؟
واستدلّ للسقوط بأمور : منها حديث الجبّ الذي عبّر عنه كقاعدة فقهية.
وتعرض سماحة الأستاذ ـ دام ظلّه ـ للبحث عن سنده ثم عن دلالته بالتفصيل.» (١)
اللازم أولا البحث عن سند الحديث ثم عن دلالته ومفاده.
فنقول : في النهاية في لغة جبب : «ومنه الحديث : ان الإسلام يجبّ ما قبله والتوبة تجبّ ما قبلها أي يقطعان ويمحوان ما كان قبلهما من الكفر والمعاصي والذنوب».
ومثله في لسان العرب في لغة جبب وقوله : «من الكفر والمعاصي» بنحو اللف والنشر المرتب كما لا يخفى.
وفي مجمع البحرين في لغة جبب : «في الحديث : الإسلام يجب ما قبله والتوبة تجبّ ما قبلها من الكفر والمعاصي والذنوب».
والظاهر أنّ قوله : «من الكفر ...» ليس من الحديث بل هو تفسير منه مأخوذ من تفسير النهاية كما لا يخفى على أهل الفنّ إذ لا تجد هذا الذيل في نقل سوى ما في تفسير النهاية واللسان.
وفي تفسير علي بن إبراهيم في ذيل قوله ـ تعالي ـ في سورة بني اسرائيل : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) ما حاصله :
«أنها نزلت في عبد الله بن أبي امية أخي أم سلمة وذلك انه قال هذا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلما فتح مكة استقبل ابن أبي امية فسلّم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) كتاب الزكاة ، ج ١ ، ص ١٣٧.