الفائدة التاسعة :
تصوير المقدمة الداخلية
«محل البحث : المقدمة الداخلية والإشكال في تصوير مقدمية الأجزاء للكلّ بأنّ المقدمية عبارة عن كون أحد الشيئين محتاجا إليه في وجود الآخر ولا يمكن ان يعتبر الاحتياج بين الشيء ونفسه وأجزاء الشيء ليست إلّا نفسه ودفع هذا الإشكال بما حاصله أن الجزء الذي يطلق عليه المقدمة هو الذي تألف منه ومن غيره الكلّ ، فالكلّ محتاج والجزء محتاج إليه فتميز المحتاج من المحتاج إليه.»
أقول : يمكن أن يقال : إن الغائلة بعد باقية ، فان التكبير مثلا ـ على هذا ـ مقدمة ومحتاج اليه ، وكذا القراءة والركوع وساير الأجزاء إلى التسليم وحينئذ فاين المحتاج؟ وبعبارة اخرى المصلّي من أول صلاته إلى آخرها مشغول بإيجاد المقدمات فمتى اشتغل بإيجاد ذيها؟ (١)
الفائدة العاشرة :
إمكان الشرط المتقدم او المتأخّر
«محل البحث : تصوير إمكان الشرط المتأخر وأن من أحكام العلة التامة وأجزائها تقدمها على المعلول رتبة وتقارنها معه زمانا وعدم إمكان تقدمها او تأخرها عن المعلول زمانا وأما الشرط مثلا فايّ دليل على عدم جواز تقدمه او تأخره زمانا؟ ...»
لقائل أن يقول : إن الشرط لما كان مؤثرا في القابلية كان هو بالنسبة إلى وجود القابلية كالعلة التامة ، فيجب تقارنهما زمانا ، وعلى هذا فلا يمكن كون الشرط الذي هو جزء من اجزاء العلة التامة متأخرا في الوجود عن معلولها ؛ إذ القابلية ما لم يتحقق لم تؤثّر العلة في وجود المعلول ، بداهة تقدم القابلية على الفعلية. (٢)
__________________
(١) نهاية الاصول ، ص ١٥٧.
(٢) نفس المصدر ، ص ١٦٣.