لا تتعطّل في عصر من الأعصار. وتحقيق الهلال وإثباته وتعيين تكليف المسلمين في صيامهم وعيدهم ووقوفهم من أهمّ الوظائف العامّة.
الفائدة الثالثة :
موارد تصدّي النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليهالسلام لأمر الهلال
وقد تصدّى لأمر الهلال وتعيين تكليف المسلمين النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في عصره بما أنّه كان حاكما عليهم وكذلك أمير المؤمنين وجميع الخلفاء :
١ ـ ففي سنن أبي داود بسنده عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :
«جاء أعرابي إلى النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : إنّي رأيت الهلال ـ قال الحسن في حديثه : يعني رمضان ـ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أتشهد أن لا إله إلّا الله؟ قال : نعم. قال : أتشهد أنّ محمدا رسول الله؟ قال : نعم. قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا بلال ، أذّن في الناس فليصوموا غدا.» (١)
٢ ـ وعن عكرمة :
«أنّهم شكّوا في هلال رمضان مرّة فأرادوا أن لا يقوموا ولا يصوموا ، فجاء أعرابي من الحرّة فشهد أنّه رأى الهلال ، فأتي به النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «أتشهد أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله؟» قال : نعم ، وشهد أنّه رأى الهلال ، فأمر بلالا فنادى في الناس أن يقوموا وأن يصوموا.» (٢)
والخبران يرجعان إلى خبر واحد ، ولعلّ ابن عباس سقط من الثاني.
٣ ـ وعن ابن عمر ، قال :
«ترائى الناس الهلال فأخبرت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّي رأيته فصام وأمر الناس بصيامه.» (٣) ولعلّ شهادة الأعرابي أو ابن عمر كانت محفوفة بقرائن خارجيّة توجب الوثوق أو الاطمئنان ، مضافا إلى ما للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من العلم والإحاطة ، فلا تنافي هذه الروايات لما دلّ
__________________
(١) سنن أبي داود ، ج ١ ، ص ٥٤٧ ، كتاب الصيام ، باب في شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان.
(٢) سنن أبي داود ، ج ١ ، ص ٥٤٧ ، كتاب الصيام ، باب في شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان.
(٣) سنن أبي داود ، ج ١ ، ص ٥٤٧ ، كتاب الصيام ، باب في شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان.