وعن الصادق عليهالسلام ، قال : « إنّ الله أنزله (١) لآدم من الجنة ، وكانت (٢) درّة بيضاء فرفعه الله إلى السّماء وبقي اسّه ، وهو بحيال هذا البيت يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبدا ، فأمر الله عزوجل إبراهيم وإسماعيل ببنيان البيت على القواعد » (٣) .
في بدو بناء الكعبة في أن ولاية آل الرسول داخلة في الاسلام الحقيقي المرادف للايمان
وروي أنّ الله وضع تحت العرش بيتا ؛ وهو البيت المعمور ، وأمر الملائكة أن يطوفوا به ، ثمّ أمر الملائكة الّذين هم سكّان الأرض أن يبنوا على الأرض بيتا على مثاله فبنوا ، وأمر من في الأرض أن يطوفوا به كما يطوف أهل السّماوات بالبيت المعمور (٤) .
وروي أنّ الملائكة بنوه قبل خلق آدم بألفي عام ، فلمّا اهبط آدم إلى الأرض قالت له الملائكة : طف حول هذا البيت ، فلقد طفنا حوله قبلك بألفي عام ، فطاف به آدم ومن بعده إلى زمن نوح عليهالسلام ، فلمّا أراد الله الطّوفان حمل إلى السّماء الرّابعة ، وهو البيت المعمور بحيال الكعبة يطوف به ملائكة السّماوات(٥) .
وعن ابن عبّاس رضى الله عنه : أنّه أوّل بيت بناه آدم في الأرض. وعلى هذا فنسبة بناء الكعبة إلى إبراهيم ؛ لرفعه قواعدها ، وإحياء ما درس منها ، حيث إنّ موضع الكعبة اندرس بعد الطّوفان ، وبقي مختفيا إلى أن بعث الله جبرئيل إلى إبراهيم ، ودلّه على مكان البيت ، وأمره بعمارته (٦) .
قيل : لمّا كان الآمر بالبناء هو الله ، والمبلّغ والمهندس هو جبرئيل ، والباني هو الخليل ، والتّلميذ المعين له إسماعيل عليهماالسلام ، فليس في العالم بناء أشرف منه (٧) .
وروي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه سئل عن أوّل بيت وضع للنّاس ، فقال : « المسجد الحرام ، ثمّ بيت المقدس » وسئل كم بينهما ؟ فقال : « أربعون سنة » (٨) .
وروي أنّه لمّا تحوّلت القبلة إلى الكعبة ، طعن اليهود في نبوّة النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالوا : إنّ بيت المقدس أفضل من الكعبة ، وأحقّ بالاستقبال ؛ لأنّه وضع قبل الكعبة ، وهو أرض المحشر ، ومهاجر الأنبياء وقبلتهم ، والأرض المقدّسة التي بارك الله فيها للعالمين ، وفيها الجبل الذي كلّم الله موسى عليه ، فتحويل القبلة منه إلى الكعبة باطل. فنزلت ردّا عليهم ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ﴾ الآية (٩) .
ثمّ وصف الله البيت بكونه ﴿مُبارَكاً﴾ كثير الخير والنّفع لمن حجّه واعتمره واعتكف فيه وطاف
__________________
(١) في المصدر : أنزل الحجر.
(٢) في المصدر : وكان البيت.
(٣) الكافي ٤ : ١٨٨ / ٢.
(٤) تفسير روح البيان ٢ : ٦٧.
(٥) تفسير روح البيان ٢ : ٦٧.
(٦) نفس المصدر.
(٧) تفسير روح البيان ٢ : ٦٧.
(٨) وأيضا.
(٩) تفسير روح البيان ٢ : ٦٦.