بعض ، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السّماء » (١) .
وعن الباقر عليهالسلام ، في رواية : « أنّ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر سبيل الأنبياء ، ومنهاج الصّادقين ، وفريضة عظيمة بها تقام الفرائض ، وتأمن المذاهب ، وتحلّ المكاسب ، وتردّ المظالم ، وتعمّر الأرض ، وينتصف من الأعداء ، ويستقيم الأمر ، فأنكروا بقلوبكم ، والفظوا بألسنتكم ، وصكّوا بها جباههم ، ولا تخافوا في الله لومة لائم ، فإن اتّعظوا ، وإلى الحقّ رجعوا ، فلا سبيل عليهم ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾(٢) هنالك فجاهدوهم بأبدانكم ، وابغضوهم بقلوبكم ، غير طالبين سلطانا ، ولا باغين مالا ، ولا مريدين بالظّلم ظفرا ، حتّى يفيئوا إلى أمر الله ويمضوا على طاعته » .
قال أبو جعفر عليهالسلام : « وأوحى الله إلى شعيب النبيّ : إنّي معذّب من قومك مائة ألف ، أربعين ألفا من شرارهم ، وستّين ألفا من خيارهم ، فقال : يا ربّ هؤلاء الأشرار ، فما بال الأخيار ؟ فأوحى الله عزوجل إليه : إنّهم داهنوا أهل المعاصي ، ولم يغضبوا لغضبي » (٣) .
عن الصادق عليهالسلام أنّه سئل عن الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، أواجب على الأمّة جميعا ؟ فقال : « لا » ، فقيل : ولم ؟ قال : « إنّما هو على القويّ ، المطاع ، العالم بالمعروف من المنكر ، لا على الضّعفة الّذين لا يهتدون سبيلا إلى أيّ من أيّ - يعني إلى الحقّ من الباطل - والدّليل على ذلك كتاب الله : ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ﴾ - إلى أن قال - : فهذا خاصّ غير عامّ » (٤) الخبر.
وعنه عليهالسلام أنّه سئل عن الحديث الذي جاء عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « إنّ أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر » ما معناه ؟ قال : « هذا على أن يأمره بعد معرفته ، وهو مع ذلك يقبل منه » (٥) .
وعنه عليهالسلام : « إنّما يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر [ مؤمن ] فيتّعظ ، أو جاهل فيتعلّم ، فأمّا صاحب سيف وسوط فلا » (٦) .
وفي ( نهج البلاغة ) قال عليهالسلام : « وانهوا عن المنكر وتناهوا عنه ، فإنّما امرتم بالنّهي بعد التّناهي»(٧).
وقال : « لعن الله الآمرين بالمعروف والتّاركين [ له ، النّاهين ] عن المنكر العاملين به » (٨) .
__________________
(١) التهذيب ٦ : ١٨١ / ٣٧٣ ، تفسير الصافي ١ : ٣٣٩.
(٢) الشورى : ٤٢ / ٤٢.
(٣) الكافي ٥ : ٥٥ / ١ ، التهذيب ٦ : ١٨١ / ٣٧٢ ، تفسير الصافي ١ : ٣٤٠.
(٤) الكافي ٥ : ٥٩ / ١٦ ، التهذيب ٦ : ١٧٧ / ٩ ، تفسير الصافي ١ : ٣٣٨.
(٥) الكافي ٥ : ٦٠ / ١٦ ، التهذيب ٦ : ١٧٨ / ٣٦٠ ، تفسير الصافي ١ : ٣٣٩.
(٦) الكافي ٥ : ٦٠ / ٢ ، التهذيب ٦ : ١٧٨ / ٣٦٢ ، تفسير الصافي ١ : ٣٣٩.
(٧) نهج البلاغة : ١٥٢ / ١٠٥ ، تفسير الصافي ١ : ٣٣٩.
(٨) نهج البلاغة : ١٨٨ / ١٢٩ ، تفسير الصافي ١ : ٣٣٩.