روايته عن الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام :
الذي ينظر في كتب الفقه يقف على روايات كثيرة عن ابن أبي ليلى ، ولا أدري أهي عن عبد الرحمن أم عن ولده محمّد ، بل هي أحياناً عنه وأحياناً عن ولده محمّد الذي كان على قضاء الكوفة لثلاث وثلاثين سنة ، والظاهر أنّ ولده محمّد أو حفيده عبد الرحمن بن عيسى كان ممّن روى عن الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام ، وقد اختلطت الروايات ـ فيما أحسب ـ برواية الأب أو الجد بسبب تشابه الأسماء ، ولكن الشيخ الكليني روى بسنده عن محمّد بن عبد الرحمن عن أبيه قال : «سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : إذا سمعتم العلم فاستعملوه ، ولتتسع قلوبكم ، فإنّ العلم إذا كثر في قلب رجل لا يحتمله قدر الشيطان عليه ، فإذا خاصمكم الشيطان فأقبلوا عليه بما تعرفون ، فإنّ كيد الشيطان كان ضعيفاً ، فقلت : وما الذي نعرفه؟ قال : خاصموه بما ظهر لكم من قدرة الله»(١). وروى بسنده أيضاً عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن الصادق عليهالسلام قال : «إنّكم لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا ، ولا تعرفون حتّى تصدّقوا ، ولا تصدّقون حتّى تسلّموا أبواباً أربعة لا يصلح أوّلها إلاّ بآخرها ، ضلّ أصحاب الثلاثة وتاهوا تيهاً بعيدًا ، إنّ الله تبارك وتعالى لا يقبل إلاّ العمل الصالح ، ولا يتقبّل الله إلاّ بالوفاء بالشروط والعهود ، ومن وفَّى الله بشروطه واستكمل ما وصف في عهده نال ما عنده واستكمل وعده ، إنّ
__________________
(١) الكافي ١/٤٥ ، وانظر أيضاً جامع الرواة ١/٤٤٣.