في النجف الأشرف والتي أسّسها آية الله العظمى السيّد أبو القاسم الخوئي قدسسره استهواني رجل عالم ذو همّة عالية ، فرغم مرضه على الفراش كتب كتاباً فقهيّاً يكاد أن يكون كاملاً ، ولا أُكثر من سرد القول عنه فذكره في ما بعد يوضّح جليّاً لنا تلك الهمّة العالية وبعض حالاته ، فثقة الإسلام الساروي (١٣٤٣ هـ)(١) ـ عنوان مقالتنا هذه ـ هو السيّد محمّد بن فضل الله بن خداداد الموسوي الساروي الپهنه كلائي ، عالم جليل ، فقيه أصوليّ ، كامل ماهر ، أديب متبحّر ، كان من أعلام العلماء الأجلاّء المصنّفين ، تتلمذ على آية الله المجدّد الشيرازي في سامرّاء سنين ، وفي النجف على العلاّمة الشيخ ميرزا حبيب الله الرشتي ، ثمّ اختصّ بالحجّة الشيخ ميرزا حسين الخليلي الطهراني ، سافر إلى إيران وزار الإمام الرضا عليهالسلام ورجع إلى النجف الأشرف مجاوراً لقبر جدّه عليهالسلام ، منزوياً مشغولاً لإصلاح نفسه وزاد آخرته إلى أن توفّي بها عن نيف وستين سنة.
ولمّا رأيت مجموعاً من مخطوطاته في تلك المكتبة العريقة أحببت أن أنشرها بمقالة لندرتها وقسّمتها لقسمين ؛ الأوّل في ذكر مؤلّفاته فيها ، والثاني في ذكر إجازاته في الرواية والاجتهاد والأمور الحسبية ، وحاولت أن أعرّف تلك
__________________
(١) جاء في طبقات أعلام الشيعة والذريعة في أكثر من موضع أنّه توفّي سنة (١٣٤٢ هـ) بينما أنهى المجلّد الثامن من كتابه أنوار الأحكام ـ النسخة المرقّمة (٣) من فهرسنا هذا ـ في غرّة صفر من سنة ١٣٤٣ هـ ، فتكون وفاته بعد هذا التاريخ ، فاعتمدت ذلك ، وسيأتي نسبه كاملاً في النسخة ذات الرقم (٦) ، فلاحظ.