آخر النسخة : «هذا آخر كلامنا في الصوم ، وقد فرغ مصنِّفه المحتاج إلى عفو ربّه الباري محمّد الموسوي الحسيني الساروي الحائري الطبرستاني أصلاً والپهنه كلائي موطناً والغروي مسكناً في يوم السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك في المشهد الغروي والحمى المرتضوي مع شدّة اغتشاش البال ، واضطراب الأحوال في سنة ألف وثلاثمائة وأربعين من الهجرة النبوية عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتحية ، وقد حدث لي في أثناء تصنيفه حادثة عظيمة ، وهي أنّه قد كان سنين عديدة سقط إحدى رجلي من شدّة مرض المفاصل ، ومع ذلك كنت جالساً في زاوية البيت مشغولاً بتصنيف الأحكام إذ صبّ عليّ الزمان بلاء عظيماً وطرحت على الأرض وانكسر من ذلك ساعدي وعضدي ، فلمّا رأيت نفسي في معرض الزوال آيساً عن التصنيف والتأليف مع ما كان من آمالي إتمام أبواب الفقه خصوصاً ما هو الأهمّ في نظري من إتمام المتاجر والإرث والديات ، والزمان قد ابتلاني ببليّات عظيمة ، مانعاً عمّا هو مأمولي وعرضني في معرض الفناء لذا خاطبت نفسي وعاتبت هواي بما قاله الشاعر :
لا كلّ ما يتمنّى المرء يدركه |
|
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن |
وقلت : قد جفّ القلم عن التحرير ، واللسان عن التقرير ، وبعد ذلك من شدّة توسّلي بالأئمّة الطاهرين والحجج الغرر الميامين أرواحنا لهم الفداء قد برأ ساعدي ، وأتممت كتاب الصوم حامداً وشاكراً لله تعالى ، وأنا مع ذلك