أمّا القبر الذي بقرية (راوية) قرب دمشق فهو منسوب لزينب الصغرى المكنّاة أمّ كلثوم ، كما وجد في صخرة على قبرها رأيتها(١) ، وكما ذكرها ابن جبير في رحلته ، فإن صحّ ذلك فهي شقيقة الحسين عليهالسلام ، أمّا كيف جاءت إلى الشام وتوفّيت ودفنت هناك فالله أعلم بصحّة ذلك ، وليس في شيء من التواريخ والآثار ما يشير إليه.
وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق : (إنّ القبر الذي بقرية (راوية) هو لأمّ كلثوم ، وليست بنت النبيّ (صلى الله عليه وآله) لأنّها توفّيت بالمدينة ، ولا أُمَّ كلثوم بنت عليٍّ من فاطمة زوجة عمر لأنّها ماتت بالمدينة ودفنت بالبقيع ، وإنّما هي إمرأة من أهل البيت سميّت بهذا الاسم ولا يحفظ نسبها)(٢) ، وظاهره انحصار أمّ كلثوم بنت عليٍّ عليهالسلام في واحدة ، وهو مخالف لما عليه المؤرّخون والنسّابون ، ومخالف لما تحقّق من أنّ أمّ كلثوم التي كانت بالطفّ ليست زوجة عمر ؛ لأنّها توفّيت قبل ذلك كما عرفت ، وياقوت في معجم البلدان اقتصر على أنّ براوية قبر أمّ كلثوم ، لم يزد على ذلك ، وكون القبر الذي براوية لزينب الكبرى مقطوع بعدمه ، كما بيّناه في ترجمتها من هذا
__________________
(١) وأنا أيضاً رأيت هذه الصخرة في سنة سفري إلى سوريا لمرض أصابني ، فأمرني بعض أطبّاء العراق بالمسافرة إليها ، لكسب الصحّة وذلك سنة (١٣٥٣ هـ) وبقيت إلى سنة (١٣٥٤ هـ) ، وزرت هذا المشهد ، وكنت ضيفاً عند سادن المشهد المرحوم السيّد عبّاس آل المرتضى ، فأدخلني داخل القبر فأطلعني على صخرة فيه كتب عليها : (هذا قبر السيّدة زينب المكنّاة بأمّ كلثوم بنت سيّدنا عليّ رضياللهعنه) (منه رحمهالله).
(٢) تاريخ دمشق ٢/٢٠٤.