دروسهم وأبحاثهم من جهة أخرى ، ممّا أدّى ببعض التلامذة إلى الحضور (١) سرّاً في درس الشيخ البحراني.
ويحدّثنا تاريخ الصراع بين المدرستين بأنّ أعنف المواجهات الفكرية هي تلك التي حصلت في كربلاء بين الشيخ يوسف البحراني ممثّل الاتّجاه الأخباري من جهة ، وبين الوحيد البهبهاني ممثّل الاتّجاه الأصولي من جهة ثانية.
وقد تمكّن الوحيد البهبهاني من ربح المعركة الفكرية لمصلحة مدرسة الاجتهاد والأصول ، وبدأت المدرسة الأخبارية بالانحسار والانزواء ، ولم تستعيد نشاطها بعد ذلك ، إلاّ في فترة ظهور الميرزا محمّد الأخباري ، حيث تصدّى له تلامذة الوحيد من أمثال الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، والشيخ حسن صاحب الجواهر.
ويعود سبب انحسار المدرسة الأخبارية إلى جملة عوامل ذكر بعضها السيّد الشهيد الصدر في دراسته القيمة لهذه الظاهرة(٢).
يقول السيّد الشهيد قدسسره : «وقد قُدِّرَ للاتجاه الأخباري في القرن الثاني عشر أن يتّخذ من كربلاء نقطة ارتكاز له ، وبهذا عاصر ولادة مدرسة جديدة في الفقه والأصول نشأت في كربلاء أيضاً على يد رائدها المجدّد الكبير (محمّد باقر البهبهاني) المتوفّى سنة (١٢٠٦ هـ) وقد نصبت هذه المدرسة
__________________
(١) المصدر نفسه.
(٢) ذكرنا سابقاً بعض هذه العوامل.